محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 10:10 مساءً - مع دخول فرنسا مرحلة حاسمة بعد الجولة الأولى من انتخابات تشريعية تاريخية، حذر خبراء فرنسيون من "السيناريو الأسود" ومواجهات في الشوارع والبرلمان بعد صعود اليمين واليسار المتطرفين.
ويرى أستاذ التاريخ المعاصر، فريدريك بيشون في تصريحات لـ"الخليج الان"، أن "صعود اليمين المتطرف وتقدم مرشحي اليسار المتطرف ينذران بحدوث اشتباكات مباشرة بين الجانبين في الشارع أو على الصعيد السياسي في البرلمان".
وحصل حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف برئاسة جوردان بارديلا، على 33.1% من الأصوات، بحسب آخر أرقام وزارة الداخلية.
وأبدى بارديلا الذي تم انتخابه أخيرًا لعضوية البرلمان الأوروبي في 9 يونيو/حزيران، رغبته في الحصول على منصب رئاسة الوزراء و"التعايش" مع الرئيس إيمانويل ماكرون.
وناشد السياسي اليميني ناخبيه أن "يظلوا متأهبين في جهد أخير" من أجل "واحدة من أكثر الانتخابات حسما، في كامل تاريخ الجمهورية الخامسة، في 7 يوليو/تموز الجاري".
وبدوره، قال الباحث السياسي في معهد توماس مور، جون سيلفستر مونجريني، لـ"الخليج الان"، إن "شاشات التلفزيون أظهرت تحول 10.6 مليون فرنسي إلى حزب التجمع الوطني، موضحًا أن استطلاعات الرأي صحيحة، لكن النتيجة رغم ذلك تظل مهمة".
وأضاف: "للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة، صعد اليمين المتطرف إلى قمة الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية".
وتابع:" بالتالي فإن 20 يوما من الحملات الانتخابية لن تكون كافية لعكس الاتجاه الانتخابي الذي لوحظ قبل ثلاثة أسابيع، موضحا أن وزن اليمين المتطرف مشابه لحجم الانتخابات الأوروبية بنسبة 31.4٪".
وأشار إلى أن نظام التصويت بالأغلبية على جولتين، والذي كان يشكل حتى عام 2022 عقبة رئيسة أمام المجموعة اليمينية المتطرفة، أصبح الآن سببا في صعوده.
ونوه إلى أن نتيجة حزب اليمين المتطرف تضاعفت تقريبا مقارنة بالانتخابات التشريعية 2022، لكن التحالف الذي تم تشكيله مع رئيس حزب الجمهوريين، إريك سيوتي، الذي حصل على 3.9% من الأصوات، لا يمثل في نهاية المطاف سوى الحد الأدنى من المكاسب الانتخابية لحزب التجمع الوطني.
وحذر من أن هناك احتمالا كبيرا بأن يتمكن حزب التجمع الوطني، في ضوء النتائج التي حققها في الجولة الأولى، من الفوز بأغلبية المقاعد في الجمعية في نهاية الجولة الثانية.
"خطر مماثل"
ووفقا لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، فإن الناخبين "في تصويت لا لبس فيه، أظهروا رغبتهم في طي الصفحة بعد سبع سنوات من السلطة المدمرة والازدراء لحكم إيمانويل ماكرون".
وكما هو الحال في عام 2022، تم انتخاب المرشحة ثلاث مرات للانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى في مسقط رأسها، مدينة هينان بومون (باس دو كاليه) وبذلك انضمت إلى 76 نائبا تم انتخابهم مساء الأحد.
أما اليسار المتطرف، فقال بيشون إن "خطره" على فرنسا لا يقل عن خطر اليمين المتطرف، لتهوره في العديد من القضايا كذلك القدرة الرهيبة على حشد أنصاره في الشوارع.
وفور إعلان المؤشرات الأولية للانتخابات التشريعية سادت موجة من الغضب في فرنسا، وخرج نشطاء اليسار المتطرف في الشوارع احتجاجا على فوز حزب التجمع الوطني، واندلعت مظاهرات حاشدة شرقا وغربا.