الارشيف / عرب وعالم

"زيارة السقوط".. البرهان يتلقى ضربة مزدوجة في ولاية سنار

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 09:07 مساءً - أثار وجود قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بين قواته في ولاية سنار، تزامناً مع سقوط عاصمتها "سنجة" بيد قوات "الدعم السريع"، تساؤلات بشأن ثقة أفراد الجيش بتكتيكاته.

وأكد محللون سودانيون أن "وجود البرهان ذلك اليوم كانت له آثار سلبية بالغة على ثقة قواته ومقاتليه في تكتيكاته الميدانية، وتعليماته كقائد عسكري"، في إشارة إلى يوم سيطرة الدعم السريع على سنجة، وإطباق الحصار على قوات "البرهان" في مدن الولاية.

وطالب المحللون بـ"عدم الاستهجان من غياب أي تعليق للجيش على وجود قائده في هذا المشهد، نظراً لما سيكون له من أثر على الروح المعنوية لضباط وعناصر الجيش في مواقع عسكرية أخرى".

وأشاروا إلى أن "ظهوره في هذه الأجواء تزامن مع هزيمة ثقيلة لقوات الجيش، وسقوط مدينة استراتيجية في غاية الأهمية بيد قوات الدعم السريع".

ويوم السبت الماضي، انتشرت مقاطع مصورة لزيارة البرهان إلى ولاية سنار، في حين تحركت بعض المنصات على مواقع التواصل الاجتماعي لتتحدث عن أنها قديمة، وأنه لم يكن موجودا قبل أو خلال الهجوم.

أخبار ذات صلة

"الدعم السريع" تسيطر على مواقع جديدة في سنار

وفي هذا السياق، أكد المسؤول السياسي في قوات الدعم السريع، الشرتاي سمير إسماعيل، أن "البرهان كان موجودا في سنار يوم دخول الدعم السريع إليها".

وأضاف إسماعيل، لـ"الخليج الان"، أن "عدم تعليق الجهاز الإعلامي للجيش على حضوره من عدمه، يرجع إلى أن الاعتراف بزيارته سيكون إعلان هزيمة عسكرية لشخصه".

وتابع: "حضر البرهان إلى سنار والتقى قوات الجيش المرابطة وقتئذ في تخوم جبل موية، ليفتح الدعم السريع حينها 3 جبهات وتنتقل ارتكازات المقدمة نحو العاصمة سنجة".

وأشار إلى أنه "مع هذا التقدم، غادر البرهان الولاية عبر مروحية إلى بورتسودان بعدما تبين لمعاونيه فقدان السيطرة على العاصمة؛ مما يحمل تهديدا شخصيا له.

واستكمل: "البرهان تابع العمليات العسكرية منذ البداية مع مراجعة جميع الخطط والترتيبات، ولكن مع سقوط مقر الفرقة 17 غادر الولاية ".

أخبار ذات صلة

مصادر: تحركات جديدة مرتقبة لـ"الدعم السريع" بعد انكسار البرهان في ولاية سنار

ولفت إلى أن "الحديث عن ثقة بين المقاتلين والبرهان لم يعد محورا مهما؛ لأن هذه الثقة منعدمة، في ظل تراجع إمكانيات الجيش التكتيكية والتسليحية، ما يجعل القوات تترك معداتها وأسلحتها خلال المواجهات، ويغادر أفرادها ساحة المعارك بارتداء ملابس مدنية تكون معهم، ويحاولون التسلل إلى مجتمعات بشرية قريبة للهروب من أي ملاحقة".

ومن جهته، رأى الباحث الاستراتيجي، عادل محيي، أن "البرهان كان يراهن بشكل كبير على هذه الولاية لعدة أسباب، منها الأهمية الاستراتيجية والعسكرية، وكونها تفتح الطريق وتمهّده في حال سقوطها بيد قوات الدعم السريع في إحداث تحولات نوعية باستكمال السيطرة على مدن أخرى، والتحكم بطرق محورية، لذلك كانت زيارته ضرورية".

وقال محيي، لـ"الخليج الان"، إن زيارة البرهان ليست بالسر الحربي، بعيدا عن ظهوره في مقاطع فيديو وجدل بشأن أنها قديمة أم حديثة".

وأشار إلى أنه "بعد إتمامها، تم تناقل أخبار الزيارة نفسها وما جرى فيها من قبل جنود في قوات الجيش، هربوا من مواقعهم، وتحدثوا لزملاء في مواقع أخرى عن مشاهدة البرهان لهم بمواقع أخرى، في إطار ما تم سرده من جانبهم عن أجواء المعارك".

أخبار ذات صلة

بعد ساعات من زيارة للبرهان.. "الدعم السريع" تسيطر على عاصمة ولاية سنار (فيديو)

وبدوره، قال السياسي السوداني، محمد أبو بكر، إن قائد الجيش "كان يخطط من خلال هذه الزيارة ليظهر بصورة الرجل المسيطر على الميدان من جهة، وأيضا لينفي حقيقة سقوط جبل موتة، والزيارة كان هدفها حماسيا وإعلاميا أكثر من أي هدف آخر، ولكن كل ذلك أصبح من دون فائدة مع سقوط الولاية في اليوم نفسه، وبالتزامن مع زيارته".

وأضاف أبو بكر، لـ"الخليج الان"، أن "جميع المعطيات تؤكد أن الموقف لدى البرهان معقد ومضطرب في طريقة التعامل مع عناصره ومقاتليه، وتعمقت أزمة الثقة بين قيادة الجيش من جهة، والضباط والعناصر والجنود، من جهة أخرى، وهذا يظهر جليا في المعارك التي دارت بين الجيش والدعم السريع أخيرا".

وفسر ذلك: "أفراد الجيش مع بداية أي معركة أو هجوم يقومون بالانسحاب، وإلقاء أسلحتهم خلفهم؛ للحفاظ على حياتهم، وهذا يتضح من حجم أسرى الجيش لدى الدعم السريع؛ إذ يتجاوز عددهم 30 ألف أسير".

Advertisements