الارشيف / عرب وعالم

مع قرب يوم الحسم.. "حملات تشويه" متبادلة بين الإصلاحيين والأصوليين في إيران

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 07:14 مساءً - سلّطت صحف إيرانية، الضوء على "حملات التشويه" المتبادلة بين التيارين الإصلاحي والأصولي، مع اقتراب يوم الجمعة الذي ستنعقد فيه الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لتحديد من هو الرئيس المقبل.

ومع قرب يوم الحسم، أشارت صحف إيرانية، نقلا عن مراقبين بأن الأصولي المتشدد سعيد جليلي، سيكون سببا في خلق الكثير من المشكلات والأزمات الاقتصادية والسياسية لإيران على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ويحاول الإصلاحيون "تخويف" الشارع الإيراني من فوز جليلي، ويدعون إلى مشاركة أكبر من الجولة الأولى لضمان فوز بزشكيان، و"إنقاذ" البلاد من مخاطر التطرف والتشدد الأصولي.

لكن في المقابل، شن الأصوليون وصحفهم، حملة تخويف من حكومة جديدة على غرار حكومة حسن روحاني، التي قالوا إنها "جلبت الويل والدمار لإيران".

وبحسب صحيفتي "كيهان" و"جوان" فقد أشارتا إلى أن "جميع الكوارث التي عاشتها وتعيشها إيران اليوم ناجمة عن الـ8 سنوات التي قاد فيها روحاني والإصلاحيون البلاد قبل مجيء رئيسي".

كما نقلت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية تحذير رئيس جبهة الإصلاح السابق والسياسي المخضرم بهزاد نبوي من خطورة فوز جليلي بالجولة الثانية، وضرورة المشاركة بأعلى نسبة ممكنة لمنع حدوث ذلك.

فيما أشارت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية إلى الاضطراب في سوق العملات والبورصة في إيران في ظل المخاوف من وصول الأصوليين إلى سدة الحكم.

أما صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد والتي تدعم جليلي بكل قوة، فهاجمت الإصلاحيين ومرشحهم مسعود بزشكيان، وأكدت أنهم ليس لديهم عمل هذه الأيام سوى الانشغال بالتخويف من جليلي.

وقالت الصحيفة: "التخويف من المنافس.. الشغل الشاغل لحملة بزشكيان".

وقالت "جوان" إن بزشكيان حتى الآن لم يقدم حكومة مقترحة من الوزراء والمسؤولين المحتملين، ما يؤكد غياب أي برامج سياسية له في المستقبل، وأن همه وخططه تنحصر فقط في نقد التيار الآخر.

وفي مقال بصحيفة "آرمان أمروز" قال الكاتب والمحلل السياسي، علي ميرزا محمدي، إن "مقاطعة أكثر من 60% من الإيرانيين للانتخابات الرئاسية تكشف الحاجة لضرورة الحوار بين المرشحين للرئاسة وبين هؤلاء المواطنين الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية".

كما رأى الكاتب أن بزشكيان هو أكثر حاجة من جليلي ليجري معهم حوارا شفافا وصريحا، لأنه بحاجة إلى أصواتهم، كما أن جليلي لا يجد ضرورة لمصارحة هؤلاء المقاطعين والجلوس معهم، لأنه يدرك أن هؤلاء المواطنين يقفون بالضد تماما من أفكاره ورؤاه.

وأضاف: "لا أمل في إقناعهم وتشجيعهم على التصويت له في الجولة الثانية، لكن بالنسبة لبزشكيان فهو في حاجة لأصواتهم للفوز أولا، ثم لإمضاء سياساته وبرامجه الانتخابية التي أعلن عنها في الأيام الماضية".

وتتمثل المشكلة الكبرى في إيران، وفقا للكاتب في أن هذه الأكثرية الصامتة من المواطنين المقاطعين للانتخابات لا يملكون قيادة تمثلهم للجلوس مع المرشحين والتفاوض معهم.

وتساءل الكاتب والمحلل السياسي، علي بيكدلي، حول مصير البلاد، في حال أصبح الأصولي المتطرف سعيد جليلي رئيسا لإيران في الانتخابات المقررة الجمعة القادمة، خصوصا إذا زامَنه في رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس دونالد ترامب.

وأكد أن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سيخلق أزمات حادة في إيران، لافتا إلى أن ترامب كان منتقدا باستمرار لسياسة جو بايدن "المترددة" تجاه طهران والسماح بزيادة صادراتها من البترول للصين.

وعبر عن اعتقاده بأن مجيء ترامب يعني انقطاع هذه الصادرات التي سُهلت بشكل كبير في عهد بايدن بسبب التغاضي الذي يمارسه تجاه هذا الملف.

وأشار بيكدلي أن جليلي المتشدد أكد أكثر من مرة أنه ضد الاتفاق النووي، وضد انضمام إيران إلى مجموعة العمل الدولية (FATF)، وضد التفاوض مع الغرب عموما، وهو يدعي بأنه سيقوم بإنهاء العقوبات من طرق أخرى غير معروفة، لكن من المؤكد أنها لن تكون فاعلة ومؤثرة، وستزداد العقوبات على البلاد في العهد الجديد.

وقال الكاتب: "المشكلات التي نعيشها اليوم في إيران جاءت بسبب السياسة الخارجية لطهران، وجليلي يؤكد أنه سيستمر في هذا النهج، وبالتالي فإن المشكلات قائمة وستستمر بشكل أكبر".

Advertisements