محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 06:07 مساءً - أعادت الجولة الأولى للانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا إلى الأذهان ما عاشته البلاد قبل نحو 80 عاما، وحالة الإرباك التي أصابت أوروبا بأكملها.
ومع احتمالات صعود اليمين المتطرف إلى السلطة وحصوله على النسبة الأكبر من الأصوات في الانتخابات التشريعية (33.1 %) تتضاعف حالة القلق والإرباك داخل الاتحاد الأوروبي، الذي ينظر إلى هذا التشكيل السياسي باعتباره "مناهضا للقيم الأوروبية" ولا يُبدي وفاء للاتحاد الأوروبي وسياساته.
ويتعلق الأمر بشكل أساسي بالملف الأوكراني الذي جعلت منه بروكسل ملفا فارقا في تصنيف الدول الموالية للاتحاد الأوروبي وتلك "المارقة" عنه.
ويثير صعود محتمل لليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا مخاوف من التراجع عن التوجهات العامة للاتحاد الأوروبي و"الانحراف" عن "القيم الأوروبية والتوجه أكثر نحو المعسكر الشرقي والتقارب مع موسكو في وقت تكافح أوروبا من أجل دعم أوكرانيا والتصدي للنفوذ الروسي.
وفي مشهد مشابه عام 1945 أسفرت الانتخابات التشريعية الفرنسية التي تلت الحرب العالمية الثانية عن صعود التيار اليساري، الذي تكوّن أساسا من الماركسيين والاشتراكيين والشيوعيين.
وحقق هذا الائتلاف اليساري فوزا كاسحا وسجّل تقدما هائلا مقارنة بانتخابات العام 1936 وحصد 49.6% من الأصوات ليفوز بذلك بأغلبية المجلس التأسيسي ويحصل على 302 مقعد من إجمالي 586 مقعدا.
ومثّلت نتائج الانتخابات التشريعية حينها صدمة للمعسكر الغربي الذي دخل في حرب باردة مع الاتحاد السوفيتي عقب نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأدخلت تلك النتائج حالة من الهلع في صفوف الأوروبيين الذين كانوا يخشون حينئذ من سيطرة الاتحاد السوفيتي على فرنسا.