الارشيف / عرب وعالم

اكتسح ثُلث البرلمان.. أي تحالفات يحتاجها اليمين المتطرف لحكم فرنسا؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 11:09 صباحاً - حقّق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف النسبة الأعلى من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية، لكنه يحتاج إلى تعبئة مزيد من الأصوات من خارج قواعده للفوز بالأغلبية المطلقة التي تقوده إلى الحكم.

وجدد زعيم الحزب جوردان بارديلا، أمس الأحد، تأكيده أنه لن يوافق على تعيينه رئيساً للوزراء إلا إذا حصل على الأغلبية المطلقة.

على أبواب السلطة

وبات اليمين المتطرف الفرنسي على أبواب السلطة وسط انقسامات داخل المشهد السياسي بشأن الموقف الذي يجب اتخاذه في مواجهة "هذا الخطر الذي أصبح ملموسا للغاية" وفق ما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها.

وتمكّن مرشحو الحزب من الإطاحة بمنافسين "من الوزن الثقيل" في عدة دوائر انتخابية، وأظهر الحزب أنه يحقق تقدما في كل محطة انتخابية يخوضها، وبدأ يكسب قاعدة انتخابية مهمة، منذ تحقيق نتائج قياسية في انتخابات البرلمان الأوروبي قبل 3 أسابيع، بحسب الصحيفة.

وحصل حزب التجمّع الوطني، المتحالف مع إريك سيوتي، رئيس حزب الجمهوريين المتنازع عليه، على 33.1% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير عن الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية (28%) والأغلبية الرئاسية (20%) بحسب آخر نتائج وزارة الداخلية.

وأدلى أكثر من 10.7 مليون شخص بأصواتهم لفائدة التجمع الوطني، وهذا هو ثاني أعلى إجمالي في تاريخ الحزب، بعد 13.29 مليون صوت لصالح مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام 2022، ما رآه متابعون "أرقاما مذهلة".

ولم يضمن سوى 76 نائبا مقاعد في البرلمان منذ الجولة الأولى، 39 منهم من اليمين المتطرف، وهي نتيجة "تاريخية" وفق متابعين، لكنها غير كافية في الوقت الحالي لصعود الحزب إلى قصر الحكومة، ويحتاج الحزب الأغلبية المطلقة أي 289 مقعدا.

خطة الجولة الثانية

وبعد "نشوة الجولة الأولى"، بدأ بارديلا ومارين لوبان بحشد أنصارهما، والحث على التصويت بكثافة في الجولة الثانية، وحذرت لوبان من أنّه "من دون أغلبية واضحة، سيكون هناك دائما بعض الجمود المخطط والمناورات الأساسية لإحباط التناوب الحقيقي الذي تحتاج إليه البلاد بشكل عاجل" وفق تعبيرها.

وتشير لوبان ضمنيا إلى احتمال أن يلجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددا إلى حل البرلمان، بعد سنة من تركيزه، إذا ما صعد بارديلا إلى رئاسة الحكومة.

وبحسب صحيفة "لوموند" فإنّ خطاب اليمين المتطرف لم يستهدف التحريض على المعسكر الرئاسي الذي يعتبر أنه "انتهى" بل استهدف "ضرب اليسار" الذي وصفته مارين لوبان بأنه "متطرف ذو ميول عنيفة ومعاد للسامية ومعاد للجمهورية"، محذرة من أنّ ما سمتها "الجماعات العنيفة أو الطائفية الصغيرة، سوف تفرض جان لوك ميلينشون في منصب رئيس الوزراء."

وحذر جوردان بارديلا من "التحالف الأسوأ الذي سيقود البلاد إلى الفوضى والتمرد وتدمير اقتصادنا" معتبرا أن "ميلينشون وأصدقاؤه يعرّضون أمتنا لخطر وجودي" وفق تعبيره.

وأوضحت مارين لوبان أنها ستخصص جزءا كبيرا من الأسبوع بين الجولتين لاستهداف الطبقات العاملة التي لا تزال بعيدة عن متناول الحزب.

ويراهن التجمع الوطني على التناقضات بين المعسكرين المنافسيْن له: المعسكر الرئاسي وجبهة الائتلاف اليساري، لحصد أصوات المترددين.

Advertisements