محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 08:09 صباحاً - أكد خبراء ومختصون سياسيون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يراهن على عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض قبل إنهاء الحرب في قطاع غزة، وهو ما سيمكن نتنياهو من تنفيذ جميع خططه وسياساته.
ويأتي ذلك، عقب الظهور السلبي للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في المناظرة الأولى له مع ترامب، والتي اعتبرت بمثابة انتكاسة لبايدن وحزبه الديمقراطي، وسط ترجيحات بأن تؤثر على الانتخابات، وترجح كفة ترامب.
وأكد نتنياهو، في تصريحات له، "أنه مهتم بالتوصل لصفقة جزئية مع حماس من شأنها إطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين في غزة، والسماح لإسرائيل بمواصلة القتال في القطاع"، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وقال المحلل السياسي أليف صباغ، إن "هناك علاقة استثنائية بين ترامب ونتنياهو ستمكن الأخير من تسريع وتيرة خططه السياسية والعسكرية بشأن قطاع غزة، وتوفير الغطاء الأمريكي اللازم لتلك المخططات".
وأوضح صباغ لـ"الخليج الان"، أنه "من الواضح أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب في غزة من أجل ضمان وصول ترامب لمنصب الرئيس الأمريكي؛ الأمر الذي سيمكنه من الحفاظ على ائتلافه الحكومي وإنهاء الحرب بالطريقة التي يريدها".
وبين أن "وصول ترامب للرئاسة سيكون بمثابة انتصار كبير لليمين الإسرائيلي ونتنياهو، وسيعقد مهمة الوسطاء في التوصل لحل وسط ينهي الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، علاوة على أنه سيزيد من فرص ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية لإسرائيل".
وأضاف: "بتقديري سيتغير مسار الحرب كلياً في حال وصل ترامب للبيت الأبيض، وهذا الأمر هو الذي يدفع نتنياهو للمماطلة بمفاوضات التهدئة، ومحاولة التوصل لاتفاق يقوم على أساس هدنة مؤقتة تمكنه من استئناف القتال في أي لحظة".
وأشار إلى أن "سياسات ترامب تتوافق بشكل كبير مع سياسات ائتلاف نتنياهو، وبالتالي فإنه من غير المرجح أن يقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بوقف الحرب بشكل نهائي، خاصة وأن المؤشرات ترجح إمكانية عودة ترامب للسلطة بالولايات المتحدة".
ارتباط وثيق
ويرى الخبير في العلاقات الدولية، علي السرطاوي، أن "الانتخابات الأمريكية ترتبط بشكل وثيق بالحرب في غزة ومفاوضات التهدئة"، مؤكداً أن آمال نتنياهو وائتلافه الحكومي بعودة ترامب للحكم تدفعهم لإطالة أمد الحرب".
وقال السرطاوي، لـ"الخليج الان"، "إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستتغير بشكل جذري في حال وصول ترامب للبيت الأبيض، وهو الأمر الذي سيصب في صالح ائتلاف نتنياهو والمخططات الإسرائيلية بشأن غزة".
وأضاف: "لا يمكن التنبؤ بموعد انتهاء الحرب في قطاع غزة؛ إلا أنها ستستمر للأشهر المقبلة، وقد تتواصل حتى مطلع العام المقبل"، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تمتلك رؤية واضحة لليوم التالي للحرب في غزة وهو ما يدفعها لتأجيل وقفها للأشهر المقبلة.
وبين أن "حكومة نتنياهو تفضل وجود ترامب الذي سيعمل على ممارسة ضغوط غير مسبوقة على المجتمع الدولي من أجل حصول إسرائيل على اتفاق يمثل انتصاراً لنتنياهو وائتلافه اليميني، ويحول دون محاسبة إسرائيل وقادتها دولياً".
وأضاف: "بتقديري وصول ترامب للحكم سيمنع المحاكم الدولية من إصدار أي قرار يدين إسرائيل وقادتها السياسيين والعسكريين"، لافتاً إلى أن مسار الحرب كله سيتغير في حال وصل ترامب للحكم وأسقط غريمه بايدن.
ووفق المحلل السياسي، فإن "تصريحات نتنياهو المتعلقة برغبته في اتفاق جزئي مع حماس وليس شاملاً أو نهائياً يؤكد رغبته في إطالة أمد الحرب لحين وصول ترامب لهرم السلطة، وهو الأمر الذي يمكنه من تنفيذ جميع مخططات اليمين الإسرائيلي دون أي عراقيل".