محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 01:14 مساءً - تتجه المؤشرات إلى أن العلاقات الروسية الإيرانية ستكون على المحك بعد اختيار الرئيس الإيراني المقبل، لا سيما بعد أن سارع المرشحون لمنصب الرئيس الإيراني المقبل إلى التقليل من شأن الصداقة الخاصة بين البلدين التي سعى إليها الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، بحسب تقرير نشره مركز "تشاتام هاوس".
وفي هذا الصدد، توقع التقرير، أن انتخابات الرئاسة في إيران قد تغير شكل علاقات البلاد مع روسيا، مشيرًا إلى أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أبرزت حالة من عدم اليقين المحيطة بالشكل المستقبلي للعلاقات بين طهران وموسكو، بعدما لقي الداعمان الرئيسيان للتقارب مع روسيا الرئيس رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد اللهيان، حتفيهما بحادث تحطم مروحية في مايو/أيار.
ورأى التقرير أن وفاة "رئيسي" وعبد اللهيان جاءت قبل أن تتمكن الدولتان من إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات في شكل اتفاقية شراكة طويلة الأجل جديدة.
والسؤال الرئيسي هنا هو ما إذا كان الرئيس المقبل سوف يكون مهتمًا بالقدر نفسه بتطوير العلاقات بين إيران وروسيا.
وبحسب التقرير، يشير المرشحون الرئيسيون جميعهم في السباق الرئاسي إلى أن أولوياتهم تتمثل في تخفيف العقوبات وتحسين الاقتصاد، وليس إقامة علاقة خاصة مع موسكو.
الأزمة الاقتصادية في إيران
ذكر التقرير أن هناك مشكلتين تواجهان من سيفوز في السباق الرئاسي الإيراني هما إخراج الاقتصاد من الأزمة، وتخفيف الضغوط الخارجية المفروضة على البلاد من خلال العقوبات.
وبصرف النظر عن آرائهم السياسية، فإن جميع المرشحين الرئاسيين يَعِدون الشعب الإيراني بكليهما، والفرق بينهما يكمن في التفاصيل.
وأشار التقرير إلى أن المرشح الأصولي سعيد جليلي يقول إن من الضروري ليس فقط رفع العقوبات عن إيران، بل إرغام الدول التي فرضتها على "التوبة"، فيما انتقد المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان علنًا إستراتيجية "التحول إلى الشرق" التي تنتهجها إيران وهو يصر على فتح البلاد أمام الغرب، فضلاً عن الحد من التوترات مع الولايات المتحدة.
رفع العقوبات
وقال إن أي رفع للعقوبات واستعادة العلاقات مع الغرب سيتطلب من طهران مراجعة علاقاتها مع روسيا، ولكن ليس بالضرورة فورًا.
ومن الواضح أن موسكو تدرك ذلك، ومباشرة بعد وفاة "رئيسي"، حاول الكرملين وقف مناقشة الاتفاق الثنائي طويل الأمد، والاستعداد لرؤية نتيجة السباق الرئاسي في إيران.
التعاون مع موسكو
وأضاف، أن الحذر الذي يتسم به الكرملين أمر مفهوم، فأولًا، ليس كل المرشحين يهتمون بالتعاون مع موسكو. ويعارض بزشكيان، على غرار المعتدلين في إيران، اعتماد طهران الأحادي الجانب على التعاون مع روسيا، ويرى أن التعاون مع روسيا ليس بالأمر السهل.
وقد أشار بمكر إلى أن الإمكانات الكاملة لهذه العلاقات لن يُكشف عنها إلا بعد رفع العقوبات وترسيخ سياسة متعددة العوامل، وهو ما يعني ضمنًا إجراء اتصالات مع الغرب.
وقد يلتزم كثير من أنصار المعسكر الأصولي بأفكار مماثلة، ويستشهدون بحقيقة أن "التوجه نحو الشرق" لم يسفر عن أي نتائج ملموسة فيما يتعلق بتحسن الوضع الاقتصادي في إيران؛ بل على العكس من ذلك، فإن مساعدة موسكو في حربها في أوكرانيا لم تؤد إلا إلى زيادة أعباء العقوبات المفروضة على البلاد"، بحسب التقرير.
وتابع، أن المرشحين المفضلين في السباق الرئاسي، قاليباف (خسر مؤخرا) وجليلي، لا يمنحان روسيا سوى القليل من الأمل في إقامة صداقة صادقة، فخطاباتهما تتجنبان إبراز روسيا بوصفها قوة خاصة في العلاقات الخارجية الإيرانية، وتتحدثان بدلاً من ذلك عن موسكو فقط في سياق "التحول نحو الشرق"، الذي تمت مناقشته كجزء من مجموعة تضم الصين والهند.
وخلص التقرير للقول إنه "على الرغم من عدم وجود فرصة لمراجعة فورية وعميقة للعلاقات الروسية الإيرانية، فإن تآكل الصيغة الحالية أمر وارد تمامًا على المدى المتوسط، إذا نجح الرئيس الجديد في إطلاق عملية لرفع العقوبات".