الارشيف / عرب وعالم

خبراء: معدلات طلاق غير مسبوقة و"تفكك أسري" بسبب حرب غزة

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - السبت 29 يونيو 2024 02:09 مساءً - يشهد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، ارتفاعاً في أعداد الأيتام والأرامل بسبب مقتل الآلاف بالقصف الإسرائيلي، إضافة لارتفاع حالات الطلاق إثر الأوضاع الاستثنائية التي سببها نزوح السكان.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن نحو 70% من ضحايا الحرب هم من النساء والأطفال، وأن 17 ألفاً من الأطفال يعيشون دون والديهم أو دون أحدهما، وأن 3500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.

وأضاف تقرير المكتب أن 60 ألف سيدة حامل مُعرَّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، وأن نحو 1500 طفل فقدوا أطرافهم أو عيونهم أو أصيبوا بعاهة مستدامة بسبب الإصابة، وأن 17 ألف طفل أصبحوا أيتاماً، و3% منهم فقدوا كلا الوالدين.

وتؤكد الإحصاءات الفلسطينية، أن نسبة الأطفال بغزة تبلغ 47%، وأن عدد الضحايا بينهم يبلغ نحو 15 ألفاً، ما يعني مقتل 4 أطفال كل ساعة منذ السابع من أكتوبر، في حين يعاني 95% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي.

وأفاد تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، بأن "القطاع يواجه أزمة تعليمية كبيرة، حيث تجاوز عدد الأطفال الذين لم يتمكنوا من الذهاب للمدارس لأكثر من 8 أشهر 625 ألف طفل"، مؤكدا أن "300 ألف من هؤلاء طلاب يدرسون في مدارسها".

أخبار ذات صلة

بين الموت والتشوهات الخلقية.. الحرب تهدد الأجنة في غزة

انهيار اجتماعي

قال المختص في الطب النفسي، أشرف زقوت، إنه "إلى جانب الكوارث الصحية والبيئية للحرب في غزة، فإن هناك كارثة اجتماعية كبرى يتعرض لها السكان منذ بداية الحرب"، لافتاً إلى أن "الوضع الاجتماعي في حالة انهيار".

وأوضح زقوت، لـ"الخليج الان"، أن "أعداد الأطفال الذين فقدوا والديهم أو أحدهما بسبب الحرب كبيرة للغاية؛ ما يعني فقدان هؤلاء الأطفال الأمان الاجتماعي والأسري"، مبيناً أن "هناك مخاوف من إمكانية تفشي ظواهر جديدة كالتشرد".

وأشار إلى أن "الحرب ستفرز بعد انقضائها ظواهر اجتماعية لم يعرفها المجتمع الفلسطيني من قبل، خاصة مع ارتفاع أعداد الأرامل والمطلقات"، مبيناً أن "حالات الطلاق الأعلى في قطاع غزة منذ عقود، وهو ما يزيد حالات التفكك الأسري".

وأضاف أنه "للأسف لا توجد أرقام واضحة لمعدلات الطلاق والتفكك الأسرى بسبب ظروف الحرب وعدم قدرة الجهات الرسمية على إصدار إحصاءات دقيقة؛ إلا أننا كمختصين في الطب النفسي نتعامل بشكل يومي مع مشكلات أسرية بسبب الحرب".

وبين زقوت، أن "الظروف التي أفرزتها الحرب الإسرائيلية على القطاع خلفت أمراضاً وضغوطاً نفسية، وكانت السبب الرئيس في تفكك الأسر الفلسطينية"، مشدداً على "ضرورة وجود برامج نفسية عاجلة لإنقاذ سكان غزة اجتماعياً".

أطفال يحملون مياه الشربأ ف ب

ضغوط اجتماعية ونفسية

وقال المختص بالشأن الاجتماعي، عائد قطيش، إن "الضغوط الاجتماعية والنفسية للحرب الإسرائيلية وصعوبات النزوح تمثل السبب الرئيس في زيادة معدلات الطلاق في قطاع غزة"، مؤكداً أن "القطاع يشهد يومياً حالات طلاق".

وأوضح قطيش، لـ"الخليج الان"، أن "الواقع الإنساني بغزة في أدنى مستوياته، وأن نسبة الأرامل ارتفعت بشكل غير مسبوق ولأضعاف ما كانت عليه في السنوات والعقود السابقة"، منوها بأن "ذلك سيكون له تداعيات خطيرة".

وأشار إلى أن "إسرائيل تتعمد ضرب النسيج الاجتماعي في غزة، وأن التفكك الأسري والمشاكل الاجتماعية أحد الأهداف الثانوية للحرب على القطاع"، لافتاً إلى أنه "من الضروري البدء في برامج توعية ودعم نفسي وتحسين ظروف السكان والنازحين".

وأفاد قطيش بأن "غياب المؤسسات الرسمية والاجتماعية بسبب ظروف الحرب ستؤدي لارتفاع أكبر في معدلات الطلاق، كما أن استمرار الحرب سيزيد من أعداد الأيتام والأرامل بغزة"، داعيا إلى "العمل إقليمياً ودولياً لإنقاذ القطاع اجتماعياً".

أم بجانب طفلها مبتور القدم

أم بجانب طفلها مبتور القدمغيتي

Advertisements