محمد الرخا - دبي - الجمعة 28 يونيو 2024 08:26 مساءً - طرح خبراء سياسيون فرنسيون، عددا من السيناريوهات حول المستقبل السياسي للبلاد، في الوقت الذي يستعد المواطنون مرة أخرى للتوجه إلى صناديق الاقتراع يومي 30 يونيو/حزيران و7 يوليو/تموز، لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
ويتألف البرلمان الفرنسي من 577 مقعدا، وعلى الحزب الذي يرغب في تشكيل الحكومة أن يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات، أي 289 مقعدا.
وبحسب عدد المقاعد التي ستحصل عليها الأحزاب المختلفة والائتلافات التي تقودها، سيتم تعيين حكومة جديدة.
أغلبية مطلقة لليمين المتطرف
ورأت آن شارلين بيزينا، مدرس القانون العام في جامعة روان ومعهد العلوم السياسية في باريس، أن السيناريو الأول، وفقاً لمؤشرات استطلاعات الرأي لنوايا التصويت، هو حصول اليمين المتطرف، على الأغلبية المطلقة وهي 289 مقعدا، وذلك بالتعاون مع ائتلاف حزب الجمهوريين (يمين) المنشقين عن الحزب بقيادة إريك سيوتي، وتشكيل الحكومة بمفردهم، وتعيين جوردان بارديلا رئيساً للوزراء.
وأضافت بيزينا، لـ"الخليج الان": "في هذا السيناريو فإنه على الرئيس إيمانويل ماكرون الاعتراف بهزيمته ومحاولة التعايش مع الوضع خلال فترة حكمه المقبلة حتى الانتخابات الرئاسية المقررة 2027".
ولفتت إلى أنه على الرغم من صعوبة هذا السيناريو على الأغلبية الرئاسية الحاكمة في فرنسا، إلا أنها يمكن أن تكون إيجابية ليعرف الفرنسيون مساوئ اليمين المتطرف حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أخبار ذات صلة
فرنسا.. زعيم اليسار يرفع "راية التحدي" بوجه اليمين المتطرف
أخبار ذات صلة
"الميل لليمين" يثير الانقسامات بصفوف جمهوريي فرنسا
أغلبية نسبية لليمين المتطرف
وعادت الخبيرة الدستورية للقول، إن السيناريو الثاني والأقرب للواقع، هو حصول اليمين المتطرف على الأغلبية النسبية، وهي عدد مقاعد أقل من 289 مقعدا.
وأضافت بيزينا: "بالتالي سيحتاج إلى التحالف مرة أخرى مع أي فصيل سياسي لتشكيل الحكومة، أو أن يصبح فقط مسيطراً على البرلمان كحائط صدّ لعرقلة قرارات الحكومة المستقبلية، ولكن دون تشكيلها".
ووفقاً للباحث السياسي الفرنسي نيكولا فرامونت، فإن هذا السيناريو، ليتحقق فعلى حزب ماكرون واليمين المتطرف أولاً تفكيك التحالف الشعبي اليساري من الداخل، ثم، بعد الجولة الثانية، مخاطبة بعض العناصر من اليسار لاقتراح انضمامهم إلى "ائتلاف مركزي".
وذكر أنه "السيناريو الوحيد الممكن لبقاء حزب ماكرون في السلطة أمام اليمين المتطرف، ولكن يتطلب قدراً كبيراً من الحظ والكثير من الخيانة، وهو السيناريو الذي يجري الإعداد له حالياً من قِبَل الحكومة".
ورأى الباحث السياسي الفرنسي أن "هذا السيناريو ليس مستبعدا، موضحاً أنه يجب ألا ننسى أبدا أن ماكرون وأتال والعديد من وزرائه كانوا اشتراكيين سابقين، وانضم المئات من أعضاء هذا الحزب القديم إلى حزب ماكرون في عام 2017، بدافع الانتهازية والرغبة في السلطة.
أخبار ذات صلة
من بينها الاستقالة.. ماكرون أمام خيارات صعبة بعد مكاسب اليمين المتطرف
أغلبية نسبية لليسار
وبينما تظهر استطلاعات الرأي المتعددة التي أجريت منذ الثامن من يونيو/حزيران، بأن اليسار المركز الثاني، إذ سيختار ما يقرب من 30% من المشاركين التصويت لصالحه، فإن هناك سيناريو ثالثا يتوقع حصول اليسار على الأغلبية النسبية أيضاً، ولكن دون الأغلبية المطلقة لتشكيل الحكومة.
وفي هذا السيناريو، قالت آن شارلين بيزينا: "لذلك يبدو أنه في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، سيتعين على العديد من الناخبين الاختيار بين المعسكرات الثلاثة، وعلى الرغم من هذا التحالف غير المتوقع وهذا المركز الثاني في استطلاعات الرأي، يرى البعض أن هناك عدة عوامل تعرقل تشكيل ائتلاف اليسار للحكومة، أهمها انقساماتهم الداخلية.