محمد الرخا - دبي - الجمعة 28 يونيو 2024 07:19 مساءً - أكد خبراء بملف العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وجود تنسيق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس السابق، المرشح الجمهوري دونالد ترامب لشن حملة موسعة تجاه الرئيس الحالي والمرشح الديمقراطي، جو بايدن، على خلفية قضية شحنات الأسلحة.
وقال الخبراء إن هذا الأمر الذي استغله ترامب لمصلحته، يعد ضربة قوية تؤثر بشكل واسع على الرأي العام الأمريكي ودائرة الممولين لإسرائيل في أمريكا، وهو ما يصب في مصلحة المرشح الجمهوري.
ويقود نتنياهو الذي تجمعه علاقات قوية مع ترامب، ويرغب في فوز الأخير بالانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لعبة التصعيد تجاه بايدن وإحراجه عبر العنوان الأهم في الانتخابات الأمريكية وهو "دعم إسرائيل والحفاظ على أمنها".
وأوضح المتخصص في الشأن الإسرائيلي، راجح العتاد، أن هناك عدم قبول سياسي متبادل بين بايدن ونتنياهو، لترامب دور كبير فيه، والعداء سيأخذ أشكالا أشد من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأمر الذي سيقابل من جانب إدارة الرئيس الديمقراطي وحملته بـ" تنازلات" متوقعة، من المنتظر الإعلان عنها، كمحاولة إبعاد أي اتهام بعدم دعم تل أبيب.
وتطرق راجح في تصريحات لـ"الخليج الان"، إلى ما وصفه بـ"الموسم الانتخابي" الذي يتم استغلاله على أفضل وجه من القوى اليهودية ومؤسساتها ومنظماتها في الولايات المتحدة وهو ما يراهن عليه نتنياهو ويسير من خلاله في توجيه إهانات لبايدن وإحراجه واستمراره في ذلك، دون أن يكون هناك أي رد فعل من فريق بايدن، الذي يعاني في داخله من تخبط، منها وجود فريق يساند نتنياهو ويرفض بعض التعاملات التي قام بها الرئيس.
وأشار راجح إلى أن تصوير نتنياهو بوجود تراجع في الدعم الأمريكي لإسرائيل هي "لعبة ابتزاز" مدفوعة الأجر مستقبلا من جانب ترامب.
وتابع: "من مصلحة نتنياهو في ظل ضعفه السياسي بالداخل وتهديد حكومته بالفشل، فوز المرشح ترامب الذي ستتعاظم معه كافة أشكال الدعم الأمريكي السياسي والعسكري القائم بالفعل، وهو تعهد كان واضحا في المناظرة عندما شدد المرشح الجمهوري على ضرورة ترك إسرائيل لفعل ما تريده في غزة ودعمها في ذلك، الأمر الذي سيكون له آثار كبيرة على الكثير من الممولين في حملته وأيضا في حملة بايدن، وسينعكس على توجيه مؤسسات اللوبي للرأي العام".
ويتفق عضو اللجنة الاستشارية بالحزب الجمهوري الأمريكي، د.أحمد صوان، على أن نتنياهو يحاول التأثير بقدر الإمكان على الانتخابات الأمريكية والعمل على إضعاف بايدن، لصالح ترامب.
وقال لـ"الخليج الان": "لا يوجد شك أن نتنياهو واللوبي اليهودي في أمريكا، يحاولون بأقصى ما في استطاعتهم التحكم في الانتخابات وإسقاط بايدن وفوز ترامب الرئيس المفضل لهم".
وشدد صوان على أن إعادة ترشيح بايدن خطأ كبير من الحزب الجمهوري في ظل حالته الصحية والذهنية المتأخرة، فضلا عن إدارته الضعيفة كما يرى قطاع كبير من مؤيدي الديمقراطي أو من المواطنين الأمريكيين.
ولفت إلى أن الانتخابات الحالية، من الطبيعي أن تكون "أسيرة" بهذا الشكل لإسرائيل في ظل عدم ظهور مرشحين جيدين لرئاسة دولة عظمى مثل أمريكا، حيث إن المرشح ترامب مدان جنائيا بـ35 قضية والآخر غير قادر صحيا وذهنيا على الحكم.
وتتسم العلاقة بين بايدن ونتنياهو منذ وقت قديم بمشاكل وأزمات وعدم قبول، وذلك منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عندما كان بايدن نائبا له، وذلك بحسب أستاذ العلاقات الدولية، د. عبد المسيح الشامي، ليزداد التوتر بينهما مع وصول بايدن للبيت الأبيض، بجانب شكل وتأثير العلاقة بين نتنياهو وترامب، التي يقودها صهر الأخير.
ويشير الشامي في تصريحات لـ"الخليج الان" إلى أن نتنياهو يعلم جيدا مدى قوة اللوبي الذي يدعم إسرائيل في الولايات المتحدة، وبالرغم من أن بايدن في الأساس، جزء من هذه المنظومة التي تدعم إسرائيل، إلا أنه على الصعيد الشخصي، لا يوجد ارتياح بينه وبين رئيس الوزراء ولكن الالتزام بدعم إسرائيل الذي لا يستطيع بايدن أو غيره الخروج عنه، جعله يتفنن في استغلال ظروف الانتخابات؛ لابتزاز الرئيس الديمقراطي إلى أبعد حد والحصول على أعلى نسب من المساعدات في هذا التوقيت.
وأردف الشامي: "نتنياهو يقدم أعلى درجات الابتزاز مع بايدن أيضا لأسباب تتعلق في الوقت الحالي بالحرص على الحصول على كافة الأسلحة التي يحتاجها لخدمة مشروعه الداخلي، وأيضا الهروب من مشاكله الداخلية عبر مواجهات هي مسرحية أكثر من كونها بالأمر الحقيقي".