محمد الرخا - دبي - الجمعة 28 يونيو 2024 01:10 مساءً - قال مصدر مسؤول في مؤسسة دولية، إن "هناك ضغطًا إسرائيليًا هائلاً إزاء إنهاء خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا)، في فلسطين بموافقة أمريكية واستبدالها بجملة من المؤسسات الدولية العاملة في القطاع".
وأضاف المصدر, لـ"الخليج الان"، أن "القرار المتخذ سيدخل حيّز التنفيذ، في مارس/آذار عام 2025، وإلى حلول ذلك التاريخ سيجري ترتيب الجوانب التي كانت ترعاها الأونروا في مخيمات اللاجئين في فلسطين ولبنان وسوريا".
وتابع: "ستكون مؤسسة اليونيسيف مسؤولة عن قطاع التعليم، في حين أن مؤسسة اليونسكو مسؤولة عن المناهج الدراسية والآثار والقطع الأثرية، وستكون منظمة الصحة العالمية مختصة باستلام العيادات الصحية التابعة لها، وكذلك برنامج الغذاء العالمي سيكون مسؤولًا عن توفير الكوبونات الغذائية".
وأوضح المصدر، أن "الدور الأكبر سيناط بمؤسسات المجتمع المدني الممولة من الخارج من خلال الإشراف على تنظيم حياة 2.5 مليون نسمة فقدوا أبسط مقومات حياتهم خلال الحرب".
"تصفية الوجود الفلسطيني"
وقال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، إن "مثل تلك الإجراءات تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني من خلال قتل الشاهد الأساس على نكبته منذ أكثر من 76 عامًا".
وأضاف قاعود لـ"الخليج الان"، أن "ذلك يظهر جليًا من خلال استهداف مقار الأونروا، ومراكز الإيواء، واستباحة كل ما يتعلق بها بالتزامن مع التحريض العلني ضدها، وطلب تعليق التمويل الدولي تحت ذرائع وهمية".
وأوضح أن "تصريحات نتنياهو حول وسم الأونروا بالإرهاب كانت تمهيدًا لحملة تحريض شديدة يسعى من خلالها شطب حق العودة وقرار 194 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وتعتبر فيه الأونروا مؤسسة أفرزها المجتمع الدولي للاجئين الفلسطينين إلى حين عودتهم وتعويضهم".
وأشار الباحث في الشأن الفلسطيني، إلى أن "السبب الوحيد الذي يجب أن تزول من أجله الأونروا هو السبب الذي تشكلّت من أجله، حيث لا يمكن أن يخضع العالم إلى إرادة نتنياهو العدوانية بحق ملايين اللاجئين الفلسطينين".
ورأى قاعود، أن "نتنياهو يبحث عن شريكه الأساس في الهدف وهو المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي قام في حقبته الرئاسية الأولى العام 2017 بتعليق تمويل الأونروا المقدر بـ300 مليون دولار سنويًا من أجل الضغط على الفلسطينيين بقبول صفقة القرن، إلى أن أعاد التمويل الرئيس الحالي جو بايدن مطلع العام 2021".
وكانت إسرائيل ومع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وضعت "الأونروا"، في دائرة الاستهداف العسكري والإعلامي، فأقامت حملات تحريضية ضدها ورفعت شكاوى تدّعي تورط موظفين لديها بأحداث 7 من أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب خبراء، فإن "الأونروا" تعتبر الشاهد الرئيس على نكبة العام 1948، وتهجير قرابة 950 ألف فلسطيني من أرضهم بالقوة، وتحت وقع المجازر الإسرائيلية آنذاك.
وخلال تلك الفترة كانت "الأونروا" تقدم خدماتها للفلسطينيين في مخيمات اللجوء من تعليم، وصحة، ووظائف، ومساعدات شهرية، وغيرها من الخدمات الأساسية.
ولم يتوقف الأمر عند الحملات التحريضية، فاستهدفت إسرائيل مراكز الإيواء التابعة للمنظمة الدولية، وكذلك مؤسساتها الرئيسة وقتلت المئات من النازحين داخل تلك الأماكن، وحاصرتها، وضيّقت الخناق على عملها، وحرّضت دولاً، على رأسها الولايات المتحدة، على تعليق تمويلها للأونروا.
يُشار إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الأونروا"، تشكلّت بموجب القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وتُعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينين فقط.