الارشيف / عرب وعالم

"ذا هيل": انتخابات إيران "تمثيلية ديمقراطية"

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 08:17 مساءً - ذكر موقع "ذا هيل" الأمريكي بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة في أعقاب وفاة إبراهيم رئيسي مؤخرا هي "تمثيلية ديمقراطية"، مشيرا إلى أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لا يزال يحتفظ بقبضته الصارمة على السلطة.

ووفق تقرير للموقع، فإن المسرح أصبح مهيئا لمجتبى خامنئي نجل علي خامنئي، لخلافة والده، لكن ذلك سيكون بمثابة لعنة على المبادئ التأسيسية للجمهورية الإسلامية.

وتأتي الانتخابات في الوقت الذي تقف فيه إيران عند مفترق طرق من الصراع الداخلي العميق والعزلة الخارجية، فعلى الصعيد المحلي، تشعر إيران بالانزعاج بسبب التضخم المتصاعد، ومعدلات البطالة غير المسبوقة، وهجرة الأدمغة، والحركة النسائية النشطة.

وعلى الصعيد الخارجي، فإن إيران مهددة من قبل تنظيم داعش خراسان وجيش العدل، وفقا لتقرير الصحيفة.

وأشار الموقع إلى أن الانتخابات "تكشف عن أمة واقعة في قبضة هوية وجودية وأزمات اقتصادية، يعززها الطموح النووي الذي يؤدي إلى تفاقم عزلتها الدولية ويؤدي إلى فرض عقوبات تؤدي إلى المزيد من الصعوبات الاقتصادية".

وأصبحت إيران، التي باتت محاصرة ووحيدة على نحو متزايد، أكثر خطورة من أي وقت مضى، حيث إن طموحاتها في الشرق الأوسط هي محاولة خطيرة لتأكيد هيمنتها مع تجنب المواجهة المباشرة مع خصومها، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشار التقرير إلى أن التفاعل الاستراتيجي في مناطق مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن يسلط الضوء على علاقة إيران المعقدة مع حلفائها ووكلائها، مما يزيد ليس فقط من تعقيد موقفها العالمي ولكن أيضًا الأمور في الداخل.

كما أن استمرار إيران في ضخ المليارات إلى البلدان الخارجية ووكلائها بدلاً من معالجة المشاكل في الداخل لا يؤدي إلا إلى تعقيد مشاكلها الاقتصادية الداخلية وقلق شعبها، بحسب الموقع.

ويبقى موقف المجتمع الدولي تجاه إيران متفاوتاً بعض الشيء، وخاصة فيما يتصل بطموحاتها النووية، حيث إن إدارة بايدن تفضل الدبلوماسية على الإدانة، ولكن في الأشهر الأخيرة، اتخذت إيران موقفاً أكثر عدوانية ضد إسرائيل، مما أثر على هذا التوازن الدقيق.

وأوضحت الصحيفة بأن استمرار حكم رجال الدين في ظل نظام وراثي محتمل يكشف التناقض الكامن في قلب الجمهورية الإسلامية، المتمثل باعتبارها دولة قومية مرتبطة بأسس عقائدية تملي سياساتها، حتى عندما تناقض نفسها، بينما تحاول حكم شعب يطالب بالإصلاح والتحديث والانفتاح.

وترمز الحركة النسائية، على وجه الخصوص، إلى سعي أوسع نطاقًا للحصول على حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتحدي الوضع الراهن والدعوة إلى التغيير التحولي.

في السنوات الأخيرة، شهدت إيران تحولا عميقا، ويرجع ذلك جزئيا إلى لامبالاة الناخبين غير المسبوقة، والسخط السياسي، ومقاطعة الانتخابات، على سبيل المثال، شهدت الانتخابات الأخيرة التي جرت في الأول من مارس/آذار أدنى معدل مشاركة في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

كما حدث تلاعب كبير بالعملية الانتخابية، ولا سيما من خلال استبعاد المرشحين المعتدلين والإصلاحيين لشغل المقاعد البرلمانية ومجلس الخبراء، الذي يعين المرشد الأعلى ويشرف عليه.

والآن، بعد مرور 45 عاماً على الثورة الإسلامية التي أشعلتها الرغبة الواسعة النطاق في إزالة النظام الملكي، تبدو الجمهورية الإسلامية التي ولدت من رحم تلك الثورة على وشك تكرار تاريخها المقلق.

وتقترب انتخاباتها من وجود رجل دين يميل إلى الاستبداد، وعلى استعداد للسيطرة على الحكومة الإيرانية، ومؤهله الوحيد هو أنه نجل المرشد الأعلى.

Advertisements