الارشيف / عرب وعالم

لبنان تحبس أنفاسها وتترقب "مغامرة حزب الله"

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 05:21 مساءً - تاريخ النشر: 

27 يونيو 2024, 2:03 م

يعيش لبنان حبس أنفاس غير مسبوق على وقع المخاوف من احتمال نشوب حرب شاملة مع إسرائيل.. فأيّ سيناريو سيشهد في المستقبل؟ في ذلك السياق، شدّد البرلماني اللبناني المعارض لميليشا حزب الله، إلياس حنكش، على أنّ لبنان الشعبي والرسمي لم يقرر الحرب مع إسرائيل، بل أنّ ميليشيا الحزب المسلّحة التي تتلقى أوامرها من إيران قرّرت جرّنا إلى حرب، فيما كان من الممكن أن يكون دعم لبنان للشعب الفلسطيني على مستويات مختلفة كما كلّ العالم.

ورأى في حديث خاص مع "الخليج الان"، أنّ ميليشيا حزب الله أرادت أن تخوض مغامرة نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف يمكن أن تنتهي، وبالتالي لا يمكن أن نحسم شكل السيناريو الذي يمكن أن تنتهي به تلك الحرب التي في حال توسّعت، فلن يكون بإمكان لبنان النهوض على مدى سنوات عديدة قادمة؛ لأنّ نتائجها ستكون وخيمة جدّاً على مستقبل البلد.  

وأضاف: "حتى اليوم لدينا أكثر من 100 ألف مهجّر من جنوب لبنان، أكثر من مليارين دولار خسائر، وأكثر من 9 آلاف مسكن مدمّر، فيما تمارس إسرائيل سياسة الأرض المحروقة ويتم استخدام القنابل الفوسفورية؛ ما يعني أنّ الأرض هناك لن تعود صالحة للزراعة من الآن وحتى 20 سنة قادمة ربّما، المجتمع في سكّان الجنوب يعتاشون من زراعة الأرض".

وأشار إلى أن "تلك المغامرة دمّرت مستقبل المنطقة، بينما تقف بلدان أخرى على الحياد لعدم زجّ نفسها في أتون الخطر، فيما لو كان الجواب أنّ تلك الحرب التي أطلقت من لبنان هي إشغال ومساندة، فهي لم تفعل شيئاً، إذ إنّ دول العالم بأكملها لم تتمكن من كبح جماح إسرائيل".

وقال: "نقف اليوم في مكان خطير جدّاً على مستقبل المنطقة ولبنان، وعلى المجتمع الدولي أن يعمل على لجم إسرائيل ووقف ممارساتها على الحدود وداخل لبنان ووقف الخروقات، فيما ليس مقبولاً أنّ كل 10 و15 سنة ندخل في دوامة حرب تعيق ازدهارنا".

شعبان في لبنان!

وردّاً على انتقاد حزب الله لجزء كبير من اللبنانيين غير المباليين للحرب، قال: "نعم هناك ثقافتان في لبنان، ثقافة الحرب والموت والتدمير والتهجير، وثقافة الحياة والإبداع والإنتاج والازدهار.. ثمّة شعبان بقدر ما أردنا تجميل الأمر. تمّ إقحامنا بحرب لم نقررها، وبالتالي عندما لا تستشير شريكك في الوطن، لا يمكن لك أن تطلب منه الدعم، وذلك ما يجري مع الحكومة اللبنانية التي تدفع اليوم من جيبها للتعويض عمّا قرّره حزب الله من دمار وتهجير".

هل يكون الحل بالتقسيم؟

وعمّا إذا كان الحل بالتقسيم، أجاب البرلماني اللبناني: "كلّ المساعي التي يبذلها السياديون تصب في إطار تعزيز بنية البلد وتطوير نظامه، ولكن على دويلة حزب الله أن تقرر: هل يريد أن تستمر في سحل البلد إلى حيث تريد ومن ثم جرّ كلّ اللبنانيين إلى أجندات لا علاقة لهم فيها، أم أنّه سيقول لقد حان الوقت لأن نبني بلداً مع بقية اللبنانيين، على غرار كلّ القوى المسلّحة التي وُجدت على مرّ التاريخ، والتي وصلت إلى قناعة رغم قوتها آنذاك، مفادها أنّ البلد لا يُبنى على حساب اللبنانيين الآخرين.. وفي الوقت نفسه، هناك مصلحة وقضية لبنانية قبل القضية الفلسطينية".

وعن مقاطعة ممثل حزب الله للقاء إسلامي مسيحي في بكركي، مقر رأس البطريركية المارونية في لبنان، قال حنكش إنّ "حزب الله لا يختصر الطائفة الشيعية، فهناك الكثير من الشيعة الأحرار ومن مجتمع منفتح ومتطور وسيادي، يرفضون الحرب التي يُقحمهم بها حزب الله، ومن ثم أيّ مقاطعة للقاء بكركي هي مقاطعة لجميع اللبنانيين، وما يعبّر عنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، هو لسان حال جميع اللبنانيين، وبالتأكيد لا حياة للبنان إلّا بحياده، لا يمكن لنا أن نبقى متورّطين بمشاكل تارةً في اليمن وسوريا، وتارةً نشتم أنظمة مثل السعودية أو بالأمس تهدّد قبرص. تلك المغامرات التي يأخذنا إليها حزب الله بسياسات خارجية ومغامرات عسكرية غير محسوبة، لن توصل إلى مكان إلا إلى الخراب".

Advertisements