الارشيف / عرب وعالم

ما أسباب "تناقض" الموقف الأمريكي من التصعيد في جنوب لبنان؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 02:17 مساءً - أرجع محللون سياسيون لبنانيون، أسباب "تناقض" الموقف الأمريكي من التصعيد على جبهة جنوب لبنان، ما بين الدعوة لتسوية من جهة والإعلان عن دعم إسرائيل في عملية "محدودة"، إلى تعهدات الرئيس بايدن بحماية أمن إسرائيل.

وأكد محللون في تصريحات لـ"إرم"، أنه بجانب موقف واشنطن المتناقض، فإن لبنان يعيش أيضا، رهن تحكمات إيران التوسعية عبر وكيلها ميليشيا حزب الله، الذي تحركه طهران، لتحقيق مكاسب تخدم سياساتها سواء في الشرق الأوسط، أو في التعامل مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتأجيج الأوضاع، للحصول على أوراق تفاوض حول العقوبات المفروضة عليها وما يخص برنامجها النووي.

ويؤدي هذا التناقض الأمريكي بشكل كبير إلى إعطاء جميع الخيارات لإسرائيل، في التصعيد على جبهة جنوب لبنان، في ظل شواهد تخص تجهيز تل أبيب للقيام بعملية واسعة على جبهة جنوب لبنان.

أخبار ذات صلة

مبعوث بايدن: واشنطن تسعى لتجنب حرب أكبر بين لبنان وإسرائيل

آموس هوكستين خلال زيارته لبنان أ ف ب

ورقة انتخابية

ويقول المحلل السياسي اللبناني، أنطوان مقلد، "إن ما يتم وصفه بأنه تناقض، يدخل ضمن التكتيك الانتخابي في ظل الاستحقاق الرئاسي الذي ينافس فيه بايدن مع ترامب، حيث يضع حماية أمن إسرائيل بمثابة "الالتزام"، وهو ما يتمسّك به أي رئيس أمريكي، وفي الوقت نفسه، لا يريد الدخول في صدام حالي مع إيران، حتى لا تتأثر المصالح الأمريكية عبر وكلاء طهران في المنطقة، وأيضا فإن "تحييد" الدور الإيراني، هو كرت انتخابي يتعامل به أمام المؤسسات قبل الناخبين".

ويشير "مقلد" في تصريحات لـ"إرم"، إلى أن "بايدن يذهب أمام الناخبين والمؤسسات في أزمة التصعيد بين إسرائيل وجنوب لبنان، إلى التأكيد على حماية أمن تل أبيب بكل السبل، حيث استخدم المفاوضات والمباحثات عبر مبعوثه في هذا الملف إلى تل أبيب وبيروت، أموس هوكشتاين، ولم يتم التوصل إلى تسوية، مما حتّم عليه تقديم جميع أشكال الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل في التعامل مع ميليشيا حزب الله، حتى لا يكون مقصرا في تعهداته والتزامه".

وتابع: "التناقض الأمريكي في أزمة التصعيد بجنوب لبنان لا يخص أمن إسرائيل المباشر فقط، بل يتعلق أيضا بمواجهة جديدة مع إيران عبر وكيلها ميليشيا حزب الله، في ظل رؤية طهران أن التعامل مع هذا التصعيد يدور في صالحها لاستغلال المواقف الانتخابية في أمريكا، وتحقيق مكاسب إقليمية ودولية، في ظل عدم قدرة بايدن على اتخاذ أي قرار في التعامل مع إيران، حتى لا يتورط في موقف قد يُستغل من جانب منافسه أو يتم تقييم تصرفه بشكل سلبي، يؤثر على النقاط الانتخابية للحزب الديمقراطي".

أخبار ذات صلة

إسرائيل تهدد بإعادة لبنان إلى "العصر الحجري"

حرب استنزاف

فيما يفسر الخبير العسكري والإستراتيجي، خالد حمادة، هذه "الازدواجية" بأنها تأتي ضمن تعهد أمريكا، في أي وضع وأي موقف يتعلق بانتخابات أو غير ذلك، بعدم التخلي عن إسرائيل، لافتا إلى أن الانتخابات لها دور في أن يظهر الأمر على أنه "تناقض".

ولفت "حمادة" في تصريحات لـ"الخليج الان" إلى أن المشهد الانتخابي الأمريكي يفرض تخوفا من البيت الأبيض من الانزلاق إلى حرب، تهدد أمن إسرائيل التي تحميه وتعلن تمسكها بذلك من جهة، ومن جهة أخرى، ضرورة التعامل مع الاستغلال الإيراني لحالة التصعيد في جبهة جنوب لبنان، وعدم الذهاب إلى حرب ستكون على أقل تقدير إقليمية إذا اشتعلت.

وأكد حمادة أن المشهد القائم  ليس مواجهة بين إسرائيل – وميليشيا حزب الله، ولكنه مشهد أمريكي إيراني، ترى فيه واشنطن أفضلية بأن يتم حصار الأمر في حرب استنزاف، إلى حين انتهاء الانتخابات الرئاسية.

أخبار ذات صلة

مبعوث أمريكي يشدد من لبنان على ضرورة تهدئة الوضع في الجنوب

من لقاء هوكشتاين ونجيب ميقاتي

من لقاء هوكشتاين ونجيب ميقاتي غيتي

تناقضات وغموض

بينما يوضح الباحث السياسي، طوني بولس، أن التناقض الأمريكي تجاه التعامل مع التصعيد على جبهة جنوب لبنان، يخضع لاعتبارات تتعلق بمشهد الاستحقاق الانتخابي الحالي، حيث يكون من جهه، التمسك بحماية أمن إسرائيل والتعهد باستمرار ذلك، سواء كان من الرئيس أو المرشح المنافس؛ لأن الأمر يتعلق في المقام الأول بمؤسسات وسياسات أمريكية، ومن جهة أخرى، الخشية من إشعال توترات بمنطقة الشرق الأوسط مع إيران، وذلك بالتزامن مع حسابات انتخابية لدى الإدارة الحالية ممثلة في المرشح بايدن، الذي يراهن في هذا التوقيت على دور متوازن لا يؤدي إلى صدامات تُستغل ضده، في ظل وجود عدة تقاطعات بين واشنطن وطهران. 

وأشار طوني لـ"الخليج الان" إلى أن "السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، تحمل كثيرا من التناقضات والغموض، على سبيل المثال، تضع واشنطن ميليشيا حزب الله على لوائح الإرهاب ولكن تفاوضه بشكل غير مباشر، وفي الوقت الذي تدعم فيه صدور قرارات دولية بشأن لبنان، تفتح خطوط تفاوض خفيّه مع ميليشيا حزب الله الذي تصنّفه كإرهابي للمقايضة في تنفيذ تلك القرارات؛ ما يضعف الدولة اللبنانية، وفي النهاية فإن سياسة واشنطن في المنطقة، لا تستغني عن وجود مساحة تتلاعب فيها بمستقبل الشرق الأوسط عبر إيران".

Advertisements

قد تقرأ أيضا