الارشيف / عرب وعالم

بعد مقترح غير منجز.. ماذا في خطة واشنطن لوقف حرب غزة؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 11:09 صباحاً - لم تستطع الولايات المتحدة، إنجاز اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة حتى اللحظة؛ مما زاد حدة توتر العلاقة بين واشنطن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن هدف بايدن كان يتمثل بأن تكون الحرب على غزة بمدة زمنية محدودة دون أن تمتد هذه الحرب إلى جنوبي لبنان وباقي المنطقة، إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية فشلت بالقدرة على إقناع نتنياهو بوقف إطلاق النار.

يسابق بايدن الريح في محاولة الضغط والموازنة بين طرفي الصراع في ضرورة الاتفاق على المقترح الذي قام بطرحه وتحقيق وقف إطلاق النار قبيل الانتخابات الرئاسية وقبل المناظرة المرتقبة مع دونالد ترامب، كما يعمل جاهدًا لإحداث إنجاز في السياسة الخارجية الأمريكية قبل الانتخابات.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا نادر الغول، قال إنّ الإدارة الأمريكية ما زالت تدعو حكومة نتنياهو إلى الالتزام بخطة الرئيس بايدن وتنفيذها باعتبارها ستؤدي إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب على قطاع غزة، بينما تبدو هذه الدعوات خالية المضمون؛ كون الإدارة الأمريكية مصرة على توفير الغطاء السياسي، وتوريد شحنات الأسلحة إلى إسرائيل وتقديم التمويل والدعم لهذه الحكومة.

وأضاف الغول في حديث لـ"الخليج الان"، أنه يمكن فهم العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل كشركاء إستراتيجيين، ولكن وجود هذه الإدارة الأمريكية في عام انتخابي أعطى الفرصة لنتنياهو لكي يتلاعب ويستغل ضعف الإدارة الحالية على المواجهة ويفاجئها بالإصرار على تنفيذ أجندته السياسية والأيديولوجية.

وتابع: "حيث بدا ذلك واضحًا في الخلافات حول بعض النقاط منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أهمها عدم تفسير إسرائيل لمفهوم اليوم التالي للحرب وتقديم تصور واضح بالإضافة إلى رفض الولايات المتحدة اجتياح رفح، وهو ما لم يلتزم به الإسرائيليون.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن هذا الخلاف ظهر على السطح من خلال النقد العلني الذي أقدم عليه نتنياهو باتهام الإدارة الأمريكية الحالية بالتباطؤ في إرسال شحنات الأسلحة الأمر الذي يتسبب دون تسجيل انتصار عسكري على حماس.

وأوضح أن هناك استياء حادا من قبل زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد وعدد من قادة الأحزاب الإسرائيلية فإنهم يرون بأن نتنياهو يسيء لشكل العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وذلك لأغراض ومصالح سياسية خاصة به من شأنها أن تلقي بظلالها على هذه العلاقة.

وأشار الغول خلال حديثه إلى أن الخلاف سيبقى مستمرًا وصولاً إلى شهر نوفمبر القادم للتعرف على سيد البيت الأبيض الجديد وفي هذا الوقت سيبقى نتنياهو يتلاعب في هذه الإدارة، ولذلك المساعي والجهود الأمريكية فاقدة القدرة وفاقدة للزخم على أن تتحول إلى مبادرات حقيقية.

وتابع: "وبذلك لا يمكن أن نقول بأن الجهد الأمريكي انتهى وأن خيارات واشنطن قد نفذت ولكنه جهد لا يرتقي إلى مستوى الضغط المطلوب، خاصة وأن نتنياهو بدأ يعمل على تسخين الجبهة الشمالية مع حزب الله".

من جهته قال الباحث في الشأن الفلسطيني يحيى قاعود إن التصريحات والبيانات الإعلامية لكل من الإدارة الأمريكية أو حكومة الحرب الإسرائيلية تخبرنا بالعديد من السياسات التي قد تكون متوافقة أو مختلفة، لكنهما متناغمات فيما يخص استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، ومختلفتان فيما يخص فتح حرب جديدة جنوبي لبنان.

وأضاف قاعود لـ"الخليج الان"، أن الرئيس الأمريكي أعلن عن مبادرة سياسية للوصول لصفقة وتم تمريرها في مجلس الأمن، فكسبت الإدارة تهدئة الرأي العام الداخلي تمهيداً للانتخابات والتنافس الانتخابي، ووضع حماس في زاوية الرفض أمام العالم.

ولفت إلى أن هذا ما تريده إسرائيل لاستمرار إبادتها لقطاع غزة بحجة القضاء على حماس والمقاومة؛ فهي تتحدث عن الانتقال بين مراحل للإبادة وعن مصطلحات مختلفة كالقضاء والاجتثاث. ولكن في الحقيقة هي انتقلت من تدمير منازل المدنيين، إلى إحراق خيام اللاجئين، في ضوء استمرار سياسة التجويع.

ووفق الباحث في الشأن الفلسطيني، فإن الاختلاف يكمن في فتح جبهة حرب جديدة، توضحت أكثر في طبيعة الطلبات الإسرائيلية المتعلقة بالمساعدات العسكرية، ويبدو واضحاً أن الذي يمنع فتح تلك الجبهة هي الإدارة الأمريكية لقرب الانتخابات الأمريكية.

Advertisements