محمد الرخا - دبي - الأربعاء 26 يونيو 2024 11:22 صباحاً - قالت مصادر سياسية في بورتسودان، إن هناك حالة من الغضب القبلي، تجاه الجيش السوداني، في أرجاء مجتمع شرق السودان، الذي يتخذ منه قائد قوات الجيش عبد الفتاح البرهان مقرًّا له ويعد آخر معاقله.
ويأتي ذلك إثر خطوة وصفت بـ"الاستفزازية" قام بها مدير التلفزيون السوداني إبراهيم البزعي، وحملت إهانة لثقافة وتقاليد مناطق "البجا" التي تعد أحد أهم المجتمعات التي يندرج تحتها في شرق السودان مجموعة من القبائل المؤثرة.
وكان البزعي منع المذيعة زينب ايرا، من الظهور بملابس تقليدية تراثية تشتهر بها قبائل "البجا".
وأوضحت المصادر، في تصريحات لـ"الخليج الان"، أن حالة الغضب تتراكم لعدم اتخاذ البرهان أي تصرف تجاه مدير التلفزيون البزعي، المحسوب على التيار الإسلامي، والمعروف بمناهضته للمكونات الثقافية والمجتمعية في السودان.
وأشارت المصادر إلى أن الأمر لا يتعلق بزي أو بتراث بقدر كونه تفجيرًا لتراكمات من نظام حكم استمر 30 عامًا ويعتبر البزعي مطبقًا له.
وقالت إن هذه التراكمات تعكس التعامل بتعال وإساءة وتجاوز التعددية الثقافية والتراثية التي يزخر بها السودان، في ظل اعتبار التيار الإسلامي التراث والثقافة نوعًا من "البدعة" التي تؤدي إلى الفتنة.
غضب واسع إثر عدم تعامل البرهان مع هذا التصرف الاستفزازي بشكل مناسب
إبراهيم موسى، عضو "تقدم"
وفي هذا الصدد، يؤكد عضو المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، إبراهيم موسى، أن هذا التصرف الاستفزازي من جانب البزعي، وعدم تعامل البرهان مع هذا التصرف بشكل مناسب، أدى إلى غضب كبير من قبائل في مجتمع شرق السودان وليس قبائل "البجا" فقط.
وأضاف أنه نتج عن ذلك تظاهرات في بورتسودان التي تعتبر آخر معاقل البرهان ومقر حكومته، فضلًا عن محاولات من بعض المحسوبين على هذه القبائل، احتلال مباني الإذاعة والتلفزيون بعد أن فجر هذا التصرف احتقان السودانيين الغاضبين من الماضي المليء بإهانات لثقافة وتراث قبائلهم.
ولفت موسى، في تصريحات لـ"الخليج الان"، إلى أن هذا التصرف الذي لا يعد جديدًا على مدير التلفزيون والمسؤولين عن الإعلام في السودان، تم التعامل معه من جانب نشطاء ورموز سياسية وثقافية، على أنه رفض لتراثهم واستمرار لتهميشهم وأيضًا استفزاز مباشر لكل مكونات "البجا" الاجتماعية.
وتابع: "السودان يحتوي على مجموعات سكانية على أساس عرقي وثقافي بمثابة مظلات اجتماعية ومن ضمنها البجا التي تضم بضع قبائل كبيرة، منها: الهدندوة والبني عامر وقبائل أخرى عديدة، لهم لهجات محلية وزي تراثي معين، ولهم مساهمات كبيرة في تاريخ السودان منذ حقبة الاحتلال البريطاني".