اختفى أياماً قبل أن يصل إلى عائلته خبر اعتقاله.. "بدر دحلان" الشاب الفلسطيني الذي عانى من اضطرابات نفسية، قبل اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي لمدة لا تتجاوز الشهر، إلا أن آثارها النفسية والجسدية عليه كانت أكبر من قدرة الشاب على تحمل التجربة القاسية التي لم يستطع الخروج منها حتى بعد أن غادر المعتقل، ليكمل حياته في خيمة مع زوجته وطفلته وبقية ذويه في معاناة تفاقمها ظروف النزوح والحرب المستمرة على قطاع غزة المحاصر.

الوضع النفسي الصعب الذي عاناه بدر قبل اعتقاله، لم يشفع له لتخفيف التعذيب القاسي الذي تعرض له خلال وجوده في المعتقل، ما فرض على ذويه قهراً مضاعفاً في ظل عدم تمكنهم من علاجه وتوفير حتى أدنى متطلبات الرعاية النفسية له.

وقصته تلخص واحدة من آلاف قصص الاعتقال التي عاشها الغزيون خلال الحرب، في ظل غياب أية رقابة على الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية العلنية والسرية.