الارشيف / عرب وعالم

الغارديان: "الانتخابات المبكرة" هدية ماكرون لليمين المتطرف

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 26 يونيو 2024 08:09 صباحاً - اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الخطوة الجريئة، التي اتخذها الرئيس إيمانويل ماكرون في الدعوة إلى انتخابات برلمانية مُبكرة في البلاد، بمثابة "نعمة" لليمين المتطرف وزعيمته مارين لوبان.

ورأت أن محاولة ماكرون في الانتخابات البرلمانية، المُقرر إجراؤها الأسبوع المُقبل، لاستعادة الزخم السياسي، تحولت بعد هزيمة حركته الوسطية في الانتخابات الأوروبية، إلى زلة كبيرة.

وأوضحت الصحيفة أن ماكرون كان يرمي من خطوته إلى كبح صعود حزب "التجمع الوطني"، الذي تتزعمه لوبان، والذي أذل حركة "معًا" الوسطية، في الانتخابات الأوروبية في وقت سابق من شهر حزيران/يونيو الجاري.

وذكرت أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف) قد يتمكن من تأمين ما يصل إلى 36% من الأصوات، وهو ما يتجاوز أعلى مستوياته السابقة.

أخبار ذات صلة

خبراء: سيناريو وحيد أمام ماكرون إذا خسر الانتخابات

ونوَّهت إلى أنه مع اقتراب الجولة الأولى من الانتخابات، تبدو إستراتيجية ماكرون معيبة على نحو متزايد، ولا تتخلف حركته "معًا" عن حزب "الجبهة الوطنية" فحسب، بل تتخلف أيضًا عن "الجبهة الشعبية" الجديدة، وهي ائتلاف من الأحزاب اليسارية والتقدمية، يعتبر المنافس الرئيس للوبان في العديد من الدوائر الانتخابية.

وأكدت "الغارديان" أنه رغم افتقاره إلى الأغلبية المطلقة، فإن حزب "التجمع الوطني" أقرب من أي وقت مضى إلى ممارسة نفوذ كبير في الجمعية الوطنية، ما يُعد - بحسب الصحيفة - تحولاً جذريًا مقارنة بالعام 2017، عندما كان الحزب يشغل 8 مقاعد فقط في بداية رئاسة ماكرون.

ونوّهت الصحيفة البريطانية إلى أن خطوة ماكرون أدت إلى زعزعة استقرار السياسة الفرنسية، وشجعت اليمين المتطرف، الذي يمضي قُدمًا بزعامة لوبان بكل لباقة.

في المقابل تخفف لوبان من السياسات المثيرة للجدل مثل خفض سن التقاعد، في حين يشير ملازمها الشاب، جوردان بارديلا، إلى استعداده ليصبح رئيسًا للوزراء، إذا حقق حزب الجبهة الوطنية الأغلبية المطلقة، بحسب الصحيفة.

أخبار ذات صلة

"الميل لليمين" يثير الانقسامات بصفوف جمهوريي فرنسا

وبينت أن النتيجة الأكثر قبولًا هي تشكيل جمعية مجزأة يقود فيها بارديلا أكبر حزب، ولكن دون تشكيل حكومة واضحة، منوهة إلى أن هذا السيناريو يلعب دورًا في إستراتيجية لوبان على المدى الطويل، إذ قد يؤدي الخلل في السياسة السائدة إلى تعزيز فرصها في السباق الرئاسي المقبل.

وأكدت الصحيفة أن انتخابات ماكرون المبكرة حطمت "الجبهة الجمهورية"، التي كانت تحتوي تقليديًا على اليمين المتطرف في فرنسا،  فمن خلال تنفير الناخبين ذوي الميول اليسارية في حين ينجرف نحو اليمين فيما يتصل بالهجرة والتعددية الثقافية، عمل عن غير قصد على إضفاء الشرعية على أفكار كانت هامشية ذات يوم، وهو ما دفع ببعض أعضاء الحزب الجمهوري إلى التحالف مع حزب الجبهة الوطنية، مما زاد من زعزعة استقرار المشهد السياسي.

ولفتت إلى أن فرنسا تبحر في مياه سياسية غير مسبوقة، لا سيما مع صعود حزب لوبان من حركة هامشية إلى القوة السياسية المهيمنة المحتملة يفرض عواقب خطيرة، خاصة بالنسبة للجالية المسلمة في فرنسا، التي تستهدف بالفعل سياسات حزب الجبهة الوطنية المعادية للمهاجرين.

ويهدد موقف "فرنسا أولاً"، الذي يتبناه الحزب بتوتر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وسط موجة قارية أوسع نطاقًا لليمين المتطرف، وفقًا للصحيفة.

ومضت قائلة: "قد يؤدي التصويت التكتيكي من قبل المعتدلين والتقدميين إلى تخفيف بعض التداعيات"، مشيرة إلى أن مقامرة ماكرون وضعت فرنسا بالفعل على مسار محفوف بالمخاطر، وقد تصبح تداعيات حساباته الخاطئة واضحة قريبًا.

Advertisements