الارشيف / عرب وعالم

خبير إستراتيجي يكشف التحدي الأكبر لنتنياهو في الحرب مع "حزب الله"

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 25 يونيو 2024 10:14 مساءً - قال المحلل والخبير الإستراتيجي أحمد صالح خلف، إن الولايات المتحدة لن تكون -على الأرجح- قادرة على مساعدة إسرائيل في الحرب مع ميليشيا حزب الله، وقال إن التحدي الأكبر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتمثل بعدم استقرار العلاقات مع واشنطن.

وأضاف خلف أن "اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية يدفع، بكل ما أُوتي من قوة، باتجاه فتح الجبهة الشمالية مع حزب الله بالتزامن مع الجبهة الجنوبية في غزة التي أصبحت تمثل مستنقعًا لا تبدو معالم الخروج منه واضحة بالنسبة لإسرائيل".

وأوضح الخبير الإستراتيجي أن الجيش الإسرائيلي ما زال مشتبكًا في غزة في معظم محاور القطاع شمالاً وجنوبًا في رفح، كما لم تتمكن إسرائيل لغاية الآن من فرض سيطرتها الكاملة على القطاع، ولا تحرير الرهائن، ولا حتى القضاء على قيادات حماس وقدراتها العسكرية بشكل كامل، وفق قوله.

كما أشار "خلف" إلى الضفة الغربية التي تشهد يوميًا اشتباكات بين الجيش والشرطة الإسرائيلية مع مقاتلين فلسطينيين في عدد من مدن ومخيمات الضفة.

كما تشكل إيران، بحسب المحلل السياسي، "هاجسًا كبيرًا لدى القادة الإسرائيليين على مستوى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، إضافة إلى القادة العسكريين الذين يستشعرون الخطر بشكل أكثر واقعية من القادة السياسيين نظرًا للأعباء الكبيرة والمخاطر التي أنتجتها الحرب على غزة والتحضير للاشتباك مع حزب الله في الجبهة الشمالية".

كما تتعرض إسرائيل على المستوى السياسي لضغوط وانتقادات دولية غير مسبوقة تتصدرها دول الاتحاد الأوروبي، وفقًا للخبير الإستراتيجي.

وقال خلف إن "حالة عدم الاستقرار مع الولايات المتحدة، الحليف الأهم والأكبر لإسرائيل على مدار تاريخها، تعد التحدي الأكبر لنتنياهو وحكومته".

وأشار إلى أن "العلاقة بين الحليفين تشهد شدًا وجذبًا نظرًا لكثرة الخلافات والاختلافات على كافة المستويات والتي بدأت تظهر للعلن، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، نتيجة اختلاف الأهداف النهائية، وطرق التنفيذ لكل طرف".

ولفت "خلف" إلى تصريح رئيس الأركان المشتركة الأمريكية تشارلز براون الذي قال إن بلاده قد لا تساعد إسرائيل في الحرب الواسع مع "حزب الله" حفاظًا على القوات الأمريكية، مشيرًا إلى احتمالية تقديم إيران دعمًا واسعًا لحليفها اللبناني الأمر الذي من شأنه إثارة صراع أكبر يمكن أن يشكل تهديدًا للوجود الأمريكي في المنطقة.

ورغم أن الخبير الإستراتيجي أكد أن هذه التصريحات لا تعني رفع الدعم السياسي الأمريكي عن إسرائيل، لكنها، وفق قوله، تعني بالضرورة عدم نية واشنطن نشر قواتها على الأرض أو الاشتراك المباشر في الحرب لصالح إسرائيل حفاظًا على مصالحها الإستراتيجية العليا في المنطقة والعالم، إضافة لانشغال إدارة بايدن في الانتخابات.

ويرى "خلف" أن التحدي الأكبر لإسرائيل في هذا الملف يتمثل في قدرات حزب الله المتطورة مقارنة بقدرات حماس والتي تفوقها كما ونوعًا.

وقال: "رغم التفوق الإسرائيلي العسكري المتمثل بامتلاك جيش نظامي يتكون من جميع الصنوف العسكرية التقليدية خاصة تفوقها الجوي من خلال سلاح الجو المتكامل عددًا وعدة، إضافة للدعم الأمريكي والبريطاني تحديدًا، إلا أن حزب الله ظهر، في الآونة الأخيرة، امتلاكه لمسيرات وصواريخ إيرانية متطورة مقارنة بتسليحه خلال حرب 2006".

وبين أن "المواقع التي يتمركز فيها حزب الله وقدرته على استهداف الساحل الإسرائيلي على طول امتداده والعمق ينذر بأن فتح تل أبيب للجبهة الشمالية في ظل كل المعطيات والظروف سيكون بمثابة مغامرة غير محسوبة قد يكون الخاسر الأكبر فيها إسرائيل ونتنياهو شخصيًا".

وأكد خلف أن "توسع الجبهات وتعددها قد يؤديان إلى فقدان سيطرة إسرائيل على قطاع غزة، وبنفس الوقت لن تتمكن من إرغام حزب الله على التراجع عن الخط الحدودي، وستمر بحالة مشابهة تمامًا إلى ما تمر به، حاليًا، في غزة، وهي حرب استنزاف دون القدرة على تحقيق الأهداف الإستراتيجية ولا حتى العملياتية التي تسعى إلى تحقيقها".

وختم: "بالتالي ستكون لحظة إدراك متأخرة عن حقيقة خطأ التورط الجسيم بفتح جميع الجبهات بالتزامن، والتي لن تشعل المنطقة وتستفز العديد من دول العالم فقط، بل ستكون آثارها كارثية على الداخل الإسرائيلي غير المستقر أصلاً، وعلى أمن إسرائيل بالعموم".

Advertisements