الارشيف / عرب وعالم

يعتبرها من "المحرمات".. أصول الجد الجزائري تلاحق بارديلا

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 25 يونيو 2024 11:25 صباحاً - تطرح الأصول الجزائرية للجد الأكبر لجوردان بارديلا، قائد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، مفارقة في الأوساط السياسية.

وتقوم أيديولوجيا الحزب على معاداة المهاجرين وعلى جعل "فرنسا للفرنسيين" لكن السياسي الشاب المرشح لرئاسة الوزراء حال فوز حزبه بالانتخابات التشريعية المرتقبة، هو في الأصل سليل عائلة جزائرية هاجرت إلى فرنسا قبل نحو قرن، ويرفض بارديلا الخوض مطلقًا في هذا الموضوع المصنّف من "المحرمات".

من القبائل إلى ليون

وكان الجد الأكبر لجوردان بارديلا عاملاً جزائريًا مهاجرًا، استقر في فرنسا بمنطقة ليون بداية ثلاثينيات القرن الماضي، وهو سليل إحدى قرى القبائل الجزائرية، وفق تقرير لمجلة "جون أفريك".

وبحسب التقرير فإن بارديلا لم يخض قط في هذا الموضوع الذي يبدو "موضوعًا ممنوعًا من الطرح" داخل عائلة بارديلا، ويُعتبر السؤال عن أصول السياسي الشاب "من المحرمات" داخل حزبه.

ويتعقب تقرير "جون أفريك" خطى "الجد الأول" لبارديلا، مهند الصغير مادا، سليل منطقة القبائل الجزائرية، وتحديدًا قرية قندوز، بمحافظة بجاية.

وتعود "جون أفريك" إلى عشرينيات القرن الماضي حيث كانت الجزائر آنذاك "فرنسية"، وفي هذه البلدة الصغيرة الملتصقة بالجبال المواجهة لوادي الصومام، يعيش السكان على زراعة أشجار الزيتون وتربية الماعز والأغنام، وكما هي الحال في أي مكان آخر في منطقة القبائل، ينتشر الفقر في كل مكان.

ويقول تقرير المجلة "في ذلك الوقت، تأثر ألبير كامو، الكاتب الحائز على جائزة "نوبل" في الأدب لاحقًا، بالموضوع إلى درجة أنه خصص سلسلة من التقارير حول الموضوع ظهرت عام 1939 في جريدة الجزائر الجمهورية تحت عنوان "بؤس القبائل".

وأوضح التقرير أنّ "الفقر والجوع هما ما دفع مئات الآلاف من سكان منطقة القبائل للهجرة إلى فرنسا منذ بداية القرن العشرين للعمل في المصانع والمناجم الحضرية"، مشيرًا إلى أنّ الفقر دفع بعائلة الجد الأكبر لبارديلا إلى بيع حقول الزيتون الخاصة بها أو رهن بعضها.

ووفق التقرير فقد قرر مهند الصغير، وشقيقه الأكبر بشير عام 1930 ركوب القارب والتوجه إلى فرنسا "لإطعام الأسرة". وعند وصوله إلى مرسيليا، انتقل الجد الأكبر لجوردان بارديلا بعد ذلك إلى منطقة ليون، التي كان يوجد بها في ذلك الوقت عدة آلاف من المهاجرين الجزائريين، وخاصة العاملين في مصانع النسيج.

لا عودة إلى الجزائر

وبحسب شهادة موسى مادا، نجل بشير مادا، البالغ من العمر الآن 90 عامًا، فإن الشقيقين عملا في مصنع للصباغة في فيلوربان.

ووفق "جون أفريك" فإنّ بشير مادا كان يرسل الأموال بانتظام إلى العائلة، بينما كان مهند الصغير مادا، جد بارديلا، يستمتع بمغريات الحياة في ليون وكثيرًا ما يختفي لفترة دون التواصل مع أخيه الأكبر أو عائلته في القبائل".

ويتابع التقرير أنّ مهند الصغير كان يرفض العودة إلى الجزائر والزواج من ابنة عمه كما وعدت الأسرة بذلك، ليتزوج في فبراير 1937، في فيلوربان، من دينيس أنيت جاك، وهي من أصل ألزاسي، وخلّفا رولاند رينيه وجان وسيمون دينيس وريجان، وتزوجت ريجان في مونتروي عام 1963 من غيرينو إيتالو بارديلا، جد جوردان بارديلا.

وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية فقد تحدث جوردان بارديلا ذات يوم عن أصوله خلال رحلة إلى دراجوينا، قال حينذاك: "في الواقع، بارديلا من أصل إيطالي، لكن والديّ ينحدران من جيل مندمج وعمل بجدّ وأحب فرنسا، ولم يسمحا لي بالتسكع طوال الليل" وفق تعبيره، لكنه لم يُشر بكلمة واحدة إلى أصله الجزائري.

Advertisements