محمد الرخا - دبي - الاثنين 24 يونيو 2024 12:03 صباحاً - كشفت الصحفية الرياضية ماجي ميرتنز، في كتابها الجديد، الذي يحمل عنوان "أفضل وأسرع وأبعد: كيف غيّر الجري كل ما نعرفه عن النساء"، أن هناك مغالطات ومفاهيم خاطئة حول مشاركة المرأة في الرياضة استمرت حتى الوقت الراهن.
وتعود المفاهيم الخاطئة حول مشاركة المرأة في الرياضة إلى تاريخ طويل، إلى بداية الألعاب الأولمبية القديمة قبل 2800 عام عندما مُنعت النساء من المنافسة، بحسب تقرير نشرته شبكة "NPR" الإذاعية.
كان الجري، وفقًا لميرتنز، أداة لتعريف النساء على أنهن أقل من الرجال، مما أثر على أجورهن، وإمكانية وصولهن إلى الموارد، والدعم الصحي، وحتى الاعتراف بذكائهن.
ومع اقتراب بدء الألعاب الأولمبية الصيفية، المُقررة في الـ26 من شهر تموز/يوليو المُقبل، في العاصمة الفرنسية باريس، تأمل ميرتنز أن يوفر كتابها سياقًا تاريخيًا لإلقاء الضوء على عدم المساواة المستمرة في الرياضات النسائية.
الجري يهدد صحة المرأة
وكان الاعتقاد السائد في أوائل القرن العشرين بأن المجهود البدني المكثف يمكن أن يتسبب في سقوط رحم المرأة منتشرًا على نطاق واسع، اذ جادل العديد من الأطباء بأن الرياضات التنافسية من شأنها أن تضر بخصوبة المرأة.
أخبار ذات صلة
اكتئاب الولادة يزيد من مخاطر أمراض القلب لدى النساء
ووصفت مجلة "American Physical Education Review"، الصادرة عام 1924، المنافسات الوطنية أو الدولية بأنها "تهديد للأنوثة"، ومع ذلك، فقد أصبح من الثابت الآن أن التمارين الرياضية، بما في ذلك الجري، مفيدة لصحة المرأة، وتعزز صحة العظام وتمنع حالات مثل هشاشة العظام.
النساء أبطأ
اكتشفت ميرتنز أن الصورة النمطية لكون المرأة أبطأ بطبيعتها من الرجل هي فكرة متأصلة بعمق، ومع ذلك، فإن فجوة السرعة في العديد من السباقات آخذة في التضيُّق، اذ تظهر الأرقام القياسية العالمية الحالية أن النساء يركضن أبطأ بمقدار 25 ثانية فقط لكل ميل من الرجال، وأبطأ بثانية واحدة فقط في سباق 100 متر.
وفي سباقات الجري الفائقة، غالبًا ما تتفوق النساء على الرجال، مما يدحض فكرة أن النساء أبطأ عالميًا.
800 متر
وفي عام 1928، كان سباق 800 متر هو أطول سباق يمكن أن تتنافس فيه النساء، لكن الشائعات عن انهيار المنافسات أدت إلى إلغائه حتى عام 1960، كما لم تتم إضافة سباق 1500 متر للنساء حتى عام 1972، وقد منعت هذه الإجراءات النساء من تسجيل الأرقام القياسية والمنافسة بكامل قوتهن.
أما اليوم، فتشارك النساء في جميع السباقات نفسها التي يشارك فيها الرجال، مما يبرز قدراتهن دون قيود.
خطر صحي
وسلّط سباق بوبي جيب في ماراثون بوسطن عام 1966، حين قامت بالتنكر لتتمكن من المشاركة، الضوء على الإقصاء الذي تواجهه النساء.
وعلى الرغم من الادعاءات الطبية بأن النساء لا يستطعن تحمل مسافة الماراثون، أكملت جيب السباق متقدمة على ثلثي المنافسين الذكور.
وانطلق ماراثون بوسطن للنساء رسميًا في عام 1972، مما يمثل علامة بارزة في المساواة بين الجنسين في الرياضة.
مجهد جدًا للنساء
ومُنعت النساء من ممارسة الجري الطويل في منتصف القرن التاسع عشر لأسباب صحية، لكنهن تفوقن منذ ذلك الحين في هذه الرياضة الشاقة.
أخبار ذات صلة
هل يؤدي نقص فيتامين "د" إلى العقم لدى النساء؟
وعلى سبيل المثال، فازت جاسمين باريس بسباق القفز العمودي لعام 2019، وهو سباق شاق يبلغ طوله 268 ميلاً، متفوقة على جميع المنافسين الذكور ومسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا، ما يؤكد قدرة المرأة على التحمل وبراعتها الرياضية.
النحافة تعني الأسرع
وأدى الاعتقاد الخطير بأن النحافة تعني الأسرع إلى اتباع نظام غذائي غير صحي والإفراط في التدريب بين العدّاءات، مما أدى إلى حالات مثل انقطاع الطمث وهشاشة العظام بينهن.
وتؤكد ميرتنز على الحاجة إلى التغذية السليمة والحفاظ على وزن صحي لتحقيق الأداء الأمثل، مفندة الخرافة الضارة بأن النحافة المفرطة تعود بالفائدة على العدّاءات.
آثار الحمل
على عكس الاعتقاد السائد بأن الحمل يعني نهاية مسيرة المرأة في الجري، أثبتت الرياضيات مثل بولا رادكليف وجاسمين باريس العكس من خلال العودة إلى المنافسات بعد الولادة.
وحققت رادكليف انتصارًا بارزًا في ماراثون نيويورك بعد مرور عشرة أشهر فقط على الولادة، كما فازت باريس في سباق فائق الطول كذلك، وتلك الأمثلة المذهلة تبرز إصرار وصمود النساء في مجال الجري.
وتدعو ميرتنز إلى إجراء المزيد من الأبحاث لدعم الرياضيات خلال فترة الحمل وبعد الولادة، مشددة على ضرورة وجود رعايات قابلة للتطبيق تعترف بالتحديات الفريدة التي تواجهها النساء في مجال الرياضة. ومع استمرار تطور عالم الرياضة، تقف مرونة العدّاءات وإنجازاتهن بمثابة شهادات قوية على قدراتهن وإمكاناتهن.