محمد الرخا - دبي - الأحد 23 يونيو 2024 02:17 مساءً - في كتابهما الجديد "إصلاح التركيز: إيجاد الوضوح والإبداع والمرونة في عالم مربك" يشرح المؤلفان جريفثس وميدليكوت كيفية تعلم فن التركيز.
ويؤكد المؤلفان أن جودة تركيز الأفراد تتدهور بانتظام كنتيجة مباشرة لاستخدامهم الأجهزة، التي تشتت الانتباه بسهولة، وأنه وبمجرد أن نبتعد عن مهمة ما، نجد صعوبة في التركيز بها مرة أخرى.
فسواء كانت رسائل من محادثات جماعية أو رسائل بريد إلكتروني في العمل، شدد المؤلفان على أن الحياة اليوم أصبحت تُدار وتتصل بشكل متزايد من خلال الأجهزة.
ومن الناحية النظرية، من المفترض أن تجعل الأجهزة حياتنا أسهل، لكن كما هو الحال مع كل شيء، هناك جانب سلبي لهذا الاتصال المستمر. وفي هذه الحالة، يتلخص الأمر في ظهور ظاهرة تُعرف باسم "الإجهاد التكنولوجي" والتي تم الترويج لها للمرة الأولى من قبل عالم النفس "كريج برود" في ثمانينيات القرن العشرين.
ولاستعادة السيطرة على تركيزك في عالم يشتت انتباهك، طرح المؤلفان 3 قواعد رئيسة، قد تساعدك في تحقيق أهدافك:
اقطع اتصالاتك
للكثيرين منا عادة سيئة تتمثل في الرد على الرسائل فور وصولها، وفي حين أن هذا الأمر قد يبدو وكأنه خطوة مثمرة من الناحية النظرية لأنه يمنع الرسائل من التراكم، إلا أنه قد يصبح في الواقع مصدرا دائما للإلهاء.
وبدلاً من ذلك، ينصحك المؤلفان بتوفير عدة ساعات من خلال تخصيص جزء من الوقت كل يوم لمتابعة رسائل البريد الإلكتروني والرسائل، اعتمادًا على العدد الذي تتلقاه يوميًا، قد يتراوح هذا من 20 دقيقة إلى ساعة.
إن القيام بذلك بانتظام يساعد في احتواء هجمة التشتيت ويساعد أيضًا في إدارة توقعات أولئك الذين تراسلهم أو تتحدث إليهم بانتظام؛ لأنهم سيتوقفون عن توقع استجابة فورية.
وفي النهاية، ستجد أنك أصبحت أكثر إنتاجية بشكل ملحوظ إذا قضيت وقتًا أقل في استخدام بريدك الإلكتروني أو تطبيق الرسائل.
اخرج من المنزل
قد يبدو الأمر بسيطًا إلى حد ما، لكن الخروج من المنزل مفيد حقًا لعقلك. سواء كان ذلك للمشي في الحديقة أو في مركز التسوق، فإن التأثير المشترك للنشاط وسرقة لحظة في الطبيعة يشبه الضغط على زر إعادة ضبط الجهاز العصبي.
وغالبًا ما يقاوم الأفراد هذا الاقتراح، لأن فكرة قضاء بعض الوقت في ظل تراكم المهام قد يكون أمرًا شاقًا، ومع ذلك، فالحقيقة هي أنك لا تعمل بأفضل ما لديك عندما تشعر بالإرهاق.
وفوائد قضاء الوقت في الطبيعة لا جدال فيها، حيث تربط الأبحاث بين التعرض للبيئات الطبيعية وتحسين الذاكرة العاملة، والمرونة الإدراكية، والتحكم في الانتباه.
أحلام اليقظة
سواء كنت تقف في طابور المتجر، أو تستقل المواصلات للعمل، أو حتى تعد عشاءك فحسب، فإن خيار إشغال نفسك موجود دائمًا.
اليوم، الوقت ليس عائقًا سواء كان دقيقتين أو ساعتين إضافيتين، هناك دائمًا خيار ترفيهي لملء كل لحظة فراغ، سواء كان ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي أو لحضور برنامجك المفضل أونلاين.
ففي حين أن هذا بالتأكيد ليس شيئًا سيئًا في حد ذاته، إلا أننا نترك لأنفسنا "وقتًا خاملاً" أقل من أي وقت مضى، والمشكلة في ذلك هي أنه على الرغم من أننا نشعر بالاسترخاء عند مشاهدة برنامجنا المفضل أو التحقق من ما يحدث على إنستغرام، إلا أننا في الواقع ما زلنا نمارس تركيزنا للحفاظ على انتباهنا بما هو أمامنا.
وقد لا يبدو هذا مشكلة في حد ذاتها، لكن أحلام اليقظة هي في الواقع وظيفة عصبية حاسمة، والتي تم ربطها بمجموعة كاملة من الفوائد المرتبطة بها مثل زيادة الإبداع ومهارات حل المشكلات وتقليل التوتر. وللوصول إلى هذه الحالة، نحتاج إلى السماح لعقولنا بأن تصبح خاملة حتى تعود إلى حالتها الطبيعية.
ضع في اعتبارك أيضًا أن فترات الراحة المنتظمة تم ربطها مرارًا وتكرارًا بتحسين الإنتاجية (وعلى العكس من ذلك، أظهرت الأبحاث التي أجرتها شركة مايكروسوفت أن الاجتماعات المتتالية تسبب تراكم التوتر في الدماغ). اسمح لنفسك بالجمع بين الاثنين عن طريق اقتطاع أجزاء صغيرة من اليوم تسمح فيها لنفسك عمدًا باستراحة لتستمتع بأحلام اليقظة.