محمد الرخا - دبي - الأحد 23 يونيو 2024 12:03 مساءً - يثير استهداف الجيش الإسرائيلي للنازحين في مخيمات مواصي رفح المكتظة التساؤلات حول أهداف آلة الحرب من إحداث هذه المجازر دون أي إنذار للسكان الآمنين.
وأدى استهداف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين بمنطقة مواصي رفح بالصواريخ والقذائف عدة مرات، إلى مقتل وجرح المئات منهم غالبيتهم من المدنيين.
وأفاد مراسل "الخليج الان" في قطاع غزة بأن المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها الآليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة مواصي رفح نتجت عن إطلاق عدد من القذائف وسط خيام النازحين المكتظة بالسكان؛ ما أسفر عن 40 قتيلًا وعشرات الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ويرى بعض المحللين أن الجيش الإسرائيلي يستهدف منطقة مواصي رفح مرتكباً العديد من المجازر من أجل دفعهم للنزوح إلى عمق منطقة المواصي باتجاه مدينة خان يونس، ليتسنى العمل في منطقة غربي رفح ومحور فيلادلفيا بحرية كاملة.
فيما يرى آخرون أن الجيش الإسرائيلي يقتل لمجرد القتل واستمرارًا لعمليات الإبادة الجماعية، حيث إنه قادر على إلقاء المنشورات الورقية، أو الطلب عبر حسابات المتحدث باسمه من النازحين بالتوجه إلى أماكن محددة، ولكنه لم يفعل.
أخبار ذات صلة
45 قتيلًا بغارتين على غزة وأنباء عن اغتيال قيادي بارز في "القسام"
دبابات إسرائيلية في غزةأ ف ب
التهجير لتأمين القوات
وقال الخبير في الشؤون العسكرية د. رائد موسى، إن الجيش الإسرائيلي بدأ باستهداف منطقة مواصي رفح بهذا الشكل العشوائي والمكثف، مرتكبًا عددا من المجازر مع وصوله إلى الأحياء الغربية لمدينة رفح مثل تل السلطان والحي السعودي بالتزامن مع احتلاله لـ"محور فيلادلفيا" الممتد على طول الحدود الجنوبية وصولًا إلى الغرب من مدينة رفح.
وأضاف موسى في حديثه لـ"الخليج الان"، أن الوحدات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة باتجاه عمق المحاور الغربية للمدينة تحاول أن تهجّر من تبقى من أهالي رفح الذين لجؤوا للمناطق الآمنة في مواصي رفح لتحويلها إلى منطقة قتال خطيرة، خشية أي وجود بشري حتى لو مدنيا بالقرب من قواتها.
وتابع، بالتزامن مع القصف الإسرائيلي المكثف لخيام النازحين يعمل الجيش على بناء محور عسكري على شريط محور فيلادلفيا أقصى جنوبي القطاع، ليتسنى له الانطلاق من خلاله لبدء أي عملية عسكرية وأمنية بالقرب من المكان.
وأشار الخبير العسكري، إلى أن الجيش الإسرائيلي ينوي بناء منطقة عازلة بعمق 500 متر على الأقل داخل مدينة رفح على طول محور فيلادلفيا؛ الأمر الذي يحتاج إلى إفراغ المنطقة من أي وجود بشري قريب من المكان، خوفاً من الوقوع في كمائن للفصائل الفلسطينية.
أخبار ذات صلة
غزة.. المصابون يواجهون الموت البطيء بعد اكتظاظ المستشفيات (صور)
جرحى في مستشفى الشفاء في غزةأ ف ب
"إسرائيل أمعنت في القتل"
من جهته علّق الباحث في الشأن الفلسطيني يحيى قاعود بأن الجيش الإسرائيلي لا يحتاج إلى أهداف لاستخدام آلة القتل الحربية في حصد المزيد من أرواح المدنيين الفلسطينيين، حيث استطاع حتى الآن ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة أن يقتل قرابة 40 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأضاف قاعود في حديثه لـ"الخليج الان"، أن الآلة العسكرية الإسرائيلية أمعنت في قتل الفلسطينيين وملاحقتهم حتى في الخيام غربي مدينة رفح، وفي منطقة مواصي المدينة بالرغم من أنها هي من قامت بتوجيه المدنيين للخروج من بيوتهم والتوجه إلى تلك المناطق على اعتبار أنها مناطق آمنة.
وأوضح، أنه في حال أراد إفراغ المنطقة تمامًا من السكان كان يجب أن يطالبهم بذلك بدلاً من تضليلهم، لامتلاكه كثيرًا من وسائل التهجير التي استخدمها على طول الحرب، مثل إلقاء المناشير الورقية، أو الإعلان من قبل صفحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ولكنه يختار الحل الأسهل وهو الحل العسكري بارتكاب المجازر مخلّفًا مئات الضحايا.
أخبار ذات صلة
تقارير عبرية: إسرائيل بصدد إعلان "حسم" الحرب في رفح للتفرغ للبنان
وأورد الباحث في الشأن الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي ينوي عمل منطقة عسكرية عازلة في عمق مدينة رفح بدءًا من محور فيلادلفيا باتجاه المدينة وصولاً إلى غربها على البحر، ويحتاج إلى إفراغ المنطقة المحيطة من السكان لإكمال عمليات البحث عن البنية التحتية العسكرية لحركة حماس.