الارشيف / عرب وعالم

محللون: هدنة وقف استهداف القوات الأمريكية في العراق لن تصمد طويلا

محمد الرخا - دبي - الأحد 23 يونيو 2024 03:03 صباحاً - أحمد عبد

استبعد مراقبون للشأن السياسي في العراق، أن تصمد هدنة الفصائل العراقية ضد القواعد الأمريكية طويلا، لا سيما بعد دخول إسرائيل حرباً مفتوحة مع ميليشيا حزب الله في جنوب لبنان.

وكشف قيادي في إحدى الفصائل المسلحة العراقية، عن تمديد هدنة إيقاف العمليات المسلحة ضد القواعد والمصالح الأمريكية، بشكل سري لأسابيع أخرى، مؤكداً استعداد الفصائل استئناف عملياتها في حال فشل رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الوفاء بوعوده لإخراج القوات الأمريكية من البلاد.

وكانت الفصائل المسلحة "الشيعية" في العراق قد أعلنت، في منتصف شباط الماضي 2024، وقف عملياتها العسكرية ضد القواعد العسكرية والسفارة الامريكية في العراق، وامهال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أربعة شهور للتفاهم مع واشنطن على سحب كامل قواتها من العراق.

وقال القيادي لـ "الخليج الان"، إن الفصائل المسلحة العراقية "كانت عازمة على استئناف عملياتها ضد القوات الأمريكية، خصوصاً أن الحرب على غزة لم تنته، والمهلة التي تم منحها للسوداني انتهت في 20 من أيار الماضي، ولم نرى أي استجابة من الولايات المتحدة لمطالب الفصائل بمغادرة البلاد".

أخبار ذات صلة

"العلاهية".. حركة متطرفة في العراق تقدم "قرابين بشرية"

وأضاف قائلا: "هناك وساطات من طهران أسهمت بإقناع فصائل (المقاومة الاسلامية)، لتمديد الهدنة، بهدف منح، السوداني، المزيد من الوقت لاستكمال النقاشات والإجراءات لما يسمى اللجنة الثنائية التي تعقد لقاءاتها بين بغداد وواشنطن، وبالفعل وافقت الفصائل على الهدنة التي لم يعلن ويفصح عنها في الإعلام".

وأكد القيادي، الذي طلب عدم كشف هويته، بأن "الفصائل عازمة على العودة وبقوة لاستهداف المصالح الامريكية في حال رفضها والمماطلة في سحب قواتها من العراق، وستكون في حل عن أي تعهدات والتزامات في حال انتهاء المهلة الثانية"، ولم يفصح المصدر عن مدة تمديد الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين الفصائل والسوداني.

وكانت الفصائل المسلحة "الشيعية" في العراق قد بدأت عمليات قصف صاروخي ضد القواعد العسكرية والسفارة الامريكية في العراق، منذ منتصف تشرين الأول 2023، رداً على دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة.

بدوره، دعا عضو الإطار التنسيقي علي الزبيدي بغداد وواشنطن لوضع توقيتات زمنية لانسحاب التحالف الدولي بما فيها القوات الامريكية من العراق، معتبرا أن بقاء تلك القوات سيكون له عبئ ثقيل واحراج للحكومة العراقية.

أخبار ذات صلة

العراق.. تأجيل الانسحاب الأمريكي يعمق الخلاف بين القوى السياسية

وأوضح الزبيدي في تصريح لـ"الخليج الان" بأن الحكومة العراقية قدمت تعهدات للفصائل المسلحة لاستكمال انسحاب القوات الامريكية خلال أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن "الفصائل يمكن أن تكسر الهدنة في أي وقت خلال الفترة المقبلة في حال تعثرت المفاوضات العراقية الامريكية".

وأعلنت الفصائل حينها عن تنفيذ أكثر من 85 عملية عسكرية في كل من العراق وسوريا، استخدمت في غالبيتها الطائرات المسيرة، في وقت ردت فيه واشنطن باستهداف ثكنات عسكرية تابعة للحشد الشعبي وبعض الفصائل المسلحة في مدينة القائم عند الحدود العراقية السورية.

كما قامت باستهداف عدد من قيادات الحشد الشعبي بصواريخ أطلقتها طائرات مسيرة أمريكية وسط العاصمة بغداد.

ورأى الخبير العسكري والعقيد في الجيش السابق علي الشمري، بأن "تراجع الفصائل المسلحة عن ضرباتها جاء بعد الاستهداف الأمريكي لعدد من قيادات تلك الفصائل، في وسط بغداد، منها ضربة جوية استهدف مقراً للحشد بالقرب من مبنى وزارة الداخلية.

وأضاف لـ"الخليج الان" قائلا: "أدركت الفصائل انها ستدخل في تصعيد كبير مع القوات الامريكية، لذا تراجعت ودفعت برئيس الوزراء لحلحلة موضوع سحب القوات الامريكية بالطرق الدبلوماسية، لكن لا نعتقد أن هذه التهدئة ستدوم خلال المرحلة المقبلة".

أخبار ذات صلة

هل الحكومة العراقية "عاجزة" عن مواجهة نفوذ الفصائل المسلحة على المنافذ؟

واستبعد مراقبون للشأن السياسي في العراق، أن تصمد هدنة الفصائل العراقية، لا سيما بعدما دخلت إسرائيل حرباً مفتوحة في جنوب لبنان، حيث ستمتد نيران تلك الحرب إلى المنطقة برمتها، كما حذر من ذلك وزير الخارجية العراقي فؤاد معصوم خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني بالإنابة، علي باقري كني.

ورغم دخول الهدنة الثانية حيز التنفيذ، إلا أن المحلل السياسي، عبد الله البيضاني، يرى أنها ستكون مؤقتة ويمكن أن تتفجر المواجهة في أي لحظة كانت مرة أخرى، لان "رئيس الوزراء لن يقدر على اقناع الامريكان الانسحاب الكامل من العراق لا اليوم ولا غد، وكل ما يفعله هو المماطلة فقط وكسب الوقت".

وأضاف البيضاني لـ "الخليج الان"، قائلا: "هناك جهات سياسية تستخدم بعض الفصائل لتحقيق مصالح فئوية وكورقة ضغط على رئيس الوزراء لتمرير اجندات داخلية وخارجية"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "إمكانية كسر الهدنة في حال توسعت الحرب جنوب لبنان".

Advertisements

قد تقرأ أيضا