محمد الرخا - دبي - السبت 22 يونيو 2024 02:09 مساءً - "الحرب حوّلت أحلامنا لرماد"، بهذه الكلمات الممتلئة حزنًا عبّر مهندس الديكور حسن الريس الذي بات يبيع الفلافل في قطاع غزة عن حسرته لما آلت إليه أوضاعه.
وأجبرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي، المهندس الفلسطيني حسن الريس للانتقال من عالم الهندسة إلى العمل بائعًا على بسطة للفلافل، وذلك من أجل توفير الاحتياجات اليومية لأسرته.
بسطة المهندس حسن الريس الخليج الان
وحال الريس، وهو مهندس ديكور بدأ العمل في المجال قبل نحو ثلاث سنوات، كحال الآلاف من سكان قطاع غزة الذين فقدوا وظائفهم بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، والنزوح من منازلهم إلى مناطق أخرى.
مستويات بطالة غير مسبوقة
وبسبب الحرب ارتفعت معدلات البطالة في غزة لمستويات غير مسبوقة، إذ أكد تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة في القطاع بلغت 75%، مقارنة بـ46% قبل السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وحسب التقرير، فإنه "وفي ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، توقفت عجلة الاقتصاد في قطاع غزة لأجل غير معلوم، إذ أصبح الحديث عن سمات العمالة في قطاع غزة غير واقعي"، مبينًا أنه فُقِد ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب.
ويروي الريس، لـ"الخليج الان"، تفاصيل قراره المتعلق بالتوجه لسوق العمل والبحث عن أي مصدر دخل يمكنه من توفير الاحتياجات اليومية لأسرته، قائلاً: "إن الظروف الصعبة التي أفرزتها الحرب على غزة دفعته لاتخاذ أصعب قرار في حياته".
وأوضح أن "القرار يتمثل في الانتقال من عالم هندسة الديكور إلى بائع على بسطة فلافل توفر له مبلغًا ماليًا محدودًا يمكنه من توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة"، مضيفًا: "بدلًا من العمل في مكتب على الرسومات الهندسية والديكورات، أعمل اليوم على إعداد الفلافل وبيعه للنازحين".
بسطة المهندس حسن الريسالخليج الان
واختار الريس، طريقًا على شاطئ البحر بالقرب من خيام للنازحين لتكون المكان الملائم لبسطة الفلافل الخاصة به، إذ يبيع يوميًا كميات بسيطة من الفلافل، يحصل من خلالها على مبالغ زهيدة.
"الحرب حوّلت أحلامنا لرماد"
وأضاف المهندس الريس: "الحرب حوّلت أحلامنا لرماد، وبدلاً من رسم مستقبل هندسي مشرق، نحاول البقاء على قيد الحياة بأبسط الوسائل والطرق"، لافتًا إلى أن شغفه بمهنته الأصلية الهندسة في الوقت الحالي يتم من خلال الحديث مع زبائنه عن أفكاره الإبداعية.
وأكد أنه "وبمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية فإنه سيعود إلى مهنته الأصلية، التي ستكون من أكثر المهن المطلوبة لا سيّما مع بدء إعادة إعمار القطاع"، مؤكدًا أنه يواجه صعوبات كبيرة في مهنته المستحدثة، أبرزها عدم توافر غاز الطهي، وارتفاع أسعار المكونات الأساسية للفلافل.
وختم الريس حديثه لـ"الخليج الان" بقوله: "أطمح عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية أيضًا في الحصول على فرصة للالتحاق بسوق العمل بهندسة الديكورات والتصميم خارج القطاع"، مشددًا على ضرورة ألا يفقد الشباب أملهم في مستقبل أفضل على الرغم من الظروف القاسية.