الارشيف / عرب وعالم

أوسلو.. لؤلؤة إسكندنافيا ووريثة مجد الفايكنج (فيديو إرم)

محمد الرخا - دبي - السبت 22 يونيو 2024 12:03 مساءً - واحدة من أجمل مدن العالم بأفقها المعماري المميز وغاباتها الكثيفة وبحيراتها الخلابة، ومتاحفها المدهشة التي تحرس تاريخا يمتد لألف عام.

ورثت أمجاد شعوب الفايكنج، الذين اشتهروا بالشجاعة في الحروب، كبحارة مهرة برعوا في الغزو وركوب المحيطات، وجسدت ذكراهم في واحد من أشهر الوجهات الثقافية؛ وهو متحف السفن الذي يحمل اسمهم.

تلك هي أوسلو، عاصمة النرويج، ولؤلؤة شبه جزيرة إسكندنافيا في أقاصي شمال أوروبا. يتكون اسمها من مقطعين: الأول يعني "مرج" في لغة أهل الشمال، ويعني الثاني "الآلهة"، ليصبح معناها "المروج المخصصة للآلهة"، أو "مرج الآلهة".

ارتبط اسمها في الفضاءات العربية بأول اتفاقية سلام مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993، لكن مكانتها القديمة تعود إلى القرن الحادي عشر وتحديدًا عام 1049 ميلادية، حين أمر الملك "هارلد الثالث"، الملقب بـ"الملك الحازم"، بتوسيع المركز التجاري الواقع في الجزء الشرقي من شبه جزيرة "بيورفيكا"، ثم بنيت كنيستها فيما بعد عام 1070.

في عهد الملك "هوكون الخامس"، 1299- 1319، تحوّلت إلى عاصمة البلاد؛ حيث أصبحت مقرا للحكم، وشيّدت في وسط المدينة قلعتها الشهيرة "أكيرشوس"؛ بغرض صد الهجمات المتوالية من الأقاليم والبلدان المجاورة. ورغم أن القلعة لا تزال تحتفظ بطابعها العسكري الرسمي حاليا، فإنها مفتوحة للجمهور كمتحف يعرض تاريخ القوات المسلحة النرويجية، فضلا عن تاريخ المقاومة الوطنية في البلاد ضد الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية.

رغم الجمال المذهل الذي تتميز به المدينة، فإن تاريخها يحمل الكثير من محطات الألم والمعاناة؛ فقد ضربها الطاعون أو وباء "الموت الأسود" عام 1349 فقضى على نصف السكان. تعرضت لسلسلة من الحرائق أتت على معظم أحيائها، التي كانت مشيدة من الخشب عام 1624؛ مما دفع الملك الدنماركي "كريستيان الرابع"، الذي كانت بلاده قد دخلت في اتحاد مع النرويج، إلى إجراء بعض الإصلاحات العاجلة التي تضمنت تغيير موقع المدينة من مكانها على اللسان المائي إلى القلعة، واعتماد الحجر في بناء المنازل بدلا من الخشب.

تخلت عنها الدنمارك لصالح السويد لاحقا، وشرع "الملك السويدي" كارل يوهان في بناء معالم العاصمة الحديثة مثل القصر الملكي عام 1825، إلى أن تم الانفصال عن السويد. وظلت تُعرف باسم "كريستيانيا" نسبةً إلى "كرستيان الرابع" حتى عام 1924، حيث عُرفت باسمها الحالي.

يعد متحف "نورسك" الشعبي حارسا للتاريخ الثقافي الوطني للبلاد وبشكل غير تقليدي، إذ يمتد على مساحة شاسعة في الهواء الطلق، ويضم نحو 150 مبنى ومنزلا تجسد مراحل متعددة من تاريخ أوسلو. ويضم المتحف مفردات التراث النرويجي من خلال طرق عرض حية بعيدا عن فكرة العرض المتحفي داخل القاعات المغلقة.

ويعرض متحف "فرام" أو "فراموسيت" الجانب القطبي الجليدي من ثقافة المدينة عبر عرض الحيوانات والطيور المميزة في هذا الإطار، لا سيما الدببة والبطريق. وتبهر دار أوبرا أوسلو زائريها بتصميمها المعماري بشكله المائل الفريد الذي يطل على الماء، بينما توفر بحيرة "سوجنسفان"، شمالي أوسلو، وجهة ممتازة لهواة السباحة والتخييم صيفا، والتزحلق على الجليد شتاءً.

Advertisements