الارشيف / عرب وعالم

اكتشاف عامل وراثي يبشر بعلاجات جديدة للسمنة

محمد الرخا - دبي - السبت 22 يونيو 2024 05:09 صباحاً - اكتشف باحثون عاملاً وراثياً جديداً يسهم في الإصابة بالسمنة، بين الأفراد الذين يفتقرون إلى فصيلة دم معينة؛ ما فتح باب الأمل بشأن التوصل لعلاجات جديدة محتملة.

ووجد الباحثون، بقيادة جامعة إكستر في المملكة المتحدة، أن المتغير الجيني الذي يعطل جين SMIM1 يرتبط بزيادة وزن الجسم بسبب انخفاض استهلاك الطاقة أثناء الراحة.

وبحسب التقرير، فإن الجين SMIM1، الذي تم تحديده للمرة الأولى قبل عقد من الزمن أثناء البحث عن بروتين فصيلة الدم Vel، غائب في حوالي واحد من كل 5000 فرد، مما يجعلهم سلبيين لهذه الفصيلة.

ووفق التقرير، فقد ثبت الآن أن هذه المجموعة الفرعية لديها استعداد متزايد للسمنة، مما أثار تكهنات بشأن علاجات جديدة محتملة.

ويستكشف الباحثون ما إذا كانت الأدوية الموجودة، مثل تلك المستخدمة لعلاج خلل وظيفة الغدة الدرقية، يمكنها إدارة السمنة بشكل فعال لدى الأفراد الذين يفتقرون إلى نسختين من SMIM1.

أخبار ذات صلة

العالم يتبنى علاجات السمنة الجديدة.. وفرنسا "مترددة"

السمنة تنشأ من تفاعلات معقدة

يؤكد المؤلف الرئيس ماتيا فرونتيني، الأستاذ المشارك في علم الأحياء الخلوي في كلية الطب بجامعة إكستر، الحاجة الملحة لمعالجة السمنة، وهي حالة من المتوقع أن تؤثر في أكثر من مليار شخص على مستوى العالم بحلول عام 2030.

ويشرح أن "السمنة تنشأ من تفاعلات معقدة بين العوامل الوراثية، ونمط الحياة، والعوامل البيئية. وفي عدد قليل من الحالات، تلعب المتغيرات الجينية دورا مهما، مما يوفر فرصا للعلاجات المستهدفة". لذا، تهدف التجارب السريرية القادمة للفريق إلى تقييم فاعلية أدوية الغدة الدرقية في علاج السمنة المرتبطة بنقص SMIM1.

وقد حدد التحليل الإضافي، الذي شمل ما يقرب من 500 ألف مشارك من مجموعة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، 104 أفراد لديهم متغير SMIM1 المرتبط بزيادة الوزن.

وقد جمع الباحثون عينات جديدة للتحقق من صحة النتائج التي توصلوا إليها عبر مجموعات مختلفة، فأشارت الاستقراءات إلى أن ما يقرب من 300 ألف فرد في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتأثروا بمتغير SMIM1 الذي يسهم في السمنة.

وقد اعربت المؤلفة المشاركة جيل ستوري، الأستاذة المساعدة في جامعة لوند، عن حماسها للكشف عن الدور الأيضي الأوسع لـSMIM1 بما يتجاوز وظيفته الأولية في فصيلة الدم.

وتقول: "إن اكتشاف آثاره على عملية التمثيل الغذائي البشري يعد تقدمًا كبيرًا".

ويضيف البروفيسور أولي بيدرسن، من جامعة كوبنهاجن: "النتائج التي توصلنا إليها تمهّد الطريق لتطبيقات عملية يمكن أن تفيد الأفراد الذين لديهم هذا التركيب الجيني".

أخبار ذات صلة

احذر أدوية التخسيس.. أطعمة تقتل الجوع وتشعرك بالشبع لساعات

تطوير العلاجات

بينما يؤكد الدكتور لوكا ستيفانوتشي، المؤلف الأول من جامعة كامبريدج، أهمية المعلومات الجينية في توفير الدعم المخصص للأفراد المتضررين.

ويشير ستيفانوتشي إلى أنه "نظرًا لأن الوصول إلى البيانات الجينية أصبح أكثر سهولة، فإن فهم آليات SMIM1 سيكون أمرًا بالغ الأهمية في تقديم الرعاية الشخصية".

وتمتد آثار الدراسة إلى ما هو أبعد من التطبيقات السريرية، فمن خلال تحديد الجذور الجينية لهذه الحالة، يهدف الباحثون إلى إزالة وصمة العار عن السمنة مع تطوير العلاجات المستهدفة.

ومع استمرار الأبحاث في الكشف عن تعقيدات دور SMIM1 في عملية التمثيل الغذائي البشري، يتوقع المجتمع العلمي نتائج تحويلية لاستراتيجيات الطب الشخصي والصحة العامة.

ولا يزال السعي إلى ترجمة الرؤى الجينية إلى حلول عملية في المقدمة؛ مما يبشر بالأمل في تحسين إدارة السمنة في جميع أنحاء العالم.

Advertisements