محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 05:09 مساءً - تشدد ميليشيا "حزب الله" على ربط خفض التصعيد مع إسرائيل بوقف الحرب على قطاع غزة؛ ما يوجد معارضة إسرائيلية، وينذر بشكل أكبر باندلاع حرب شاملة بين الطرفين، إلا أن هذا الشرط قوبل برفض إسرائيلي اعتبر أن الجبهتين منفصلتين تمامًا.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب هجوم السابع من أكتوبر، بدأت ميليشيا حزب الله التحرك العسكري على الجبهة الشمالية لإسرائيل سواء بالقصف الصاروخي أو إرسال المسيرات باتجاه العمق الإسرائيلي.
وازدادت وتيرة التصعيد بين الطرفين؛ إذ استباحت الطائرات الإسرائيلية جنوبي لبنان بقصف المنشآت وجملة من الاغتيالات في صفوف نشطاء الميليشيا، التي استهدفت بدورها منشآت عسكرية حيوية لإسرائيل.
وقبل يومين جاء المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكشتاين إلى تل أبيب وكذلك بيروت لبحث سبل خفض وتيرة التصعيد ووقف الأعمال العسكرية بما يعيد تثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
المبعوث الأمريكي يتحدث للصحفيين في لبنانأ ف ب
ووفق تقارير دولية فإن ميليشيا حزب الله ربطت خفض التصعيد على الجبهة الشمالية بوقف الحرب على قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن هذا الشرط قوبل برفض إسرائيلي اعتبر أن الجبهتين منفصلتين تمامًا.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة الدكتور منصور أبو كريّم قال، إن ربط حزب الله وقف التصعيد على الجبهة الشمالية بوقف الحرب على قطاع غزة نابع مما تعتبره الحركات التابعة لإيران "وحدة المصير المشترك" أو ما بات يعرف بـ "وحدة الساحات".
وأضاف أبو كريّم في حديث لـ "الخليج الان "، أن هذا الطلب يأتي بضغط من إيران كي لا تفقد ما تبقى لها من نفوذ داخل قطاع غزة وبالتبعية داخل الضفة الغربية؛ ما يضعفها أمام أي حوار مع واشنطن والغرب يتعلق بالملف النووي.
وتابع: لن يجد هذا الشرط قبولا إسرائيليا، لا سيما بعد أن تم إعلان حالة الجاهزية العسكرية الكاملة من قبل الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية لخوض حرب جديدة وواسعة ضد حزب الله جنوبي الأراضي اللبنانية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية: لذلك يحاول الجيش الإسرائيلي رفع وتيرة القتال في قطاع غزة لحسم الحرب هناك لصالحه ومنع حدوث أي تهديد مستقبلي، ثم التفرغ العسكري للجبهة الشمالية التي بات إعلان حرب فيها أقرب من أي وقت مضى.
شرط حزب الله لن يكتب له النجاح في ظل حالة الاستنفار الإسرائيلي
طلال أبو ركبة، محلل سياسي
من جهته قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور طلال أبو ركبة، إن شرط حزب الله لن يكتب له النجاح في ظل حالة الاستنفار الإسرائيلي وحالة التعبئة العامة التي يعيشها الجيش، بالإضافة إلى حالة القلق من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر على الحدود اللبنانية.
وأضاف أبو ركبة في حديث لـ"الخليج الان"، أن اجتماع المبعوث الأمريكي مع القيادة السياسية اللبنانية سيضع حزب الله تحت ضغط الشارع اللبناني لعدم الدخول في حرب واسعة من شأنها أن تدمر لبنان كما حدث في قطاع غزة.
ولفت إلى أن الوضع في لبنان مختلف؛ لأن هناك نظاما سياسيا وتيارات سياسية وطائفية من شأنها أن تحد من سيطرة حزب الله على قرار الحرب.
وأوضح أن المؤشرات على الجبهة الشمالية توحي باقتراب حدوث حرب شاملة ما لم تستجب إسرائيل ولبنان للضغوط الأمريكية لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر تشرين الثاني القادم.
وقال المحلل السياسي: "برأيي أن الضغوط الدولية والأمريكية من أجل خفض التوتر بين الطرفين، وتثبيت وقف إطلاق النار إلى جانب زيادة عدد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) ستلقى صدى واسعا على اعتبار أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في مراحلها الأخيرة".
أخبار ذات صلة
أمريكا "متخوفة" من شن إسرائيل حرباً "واسعة النطاق" تبدأ من لبنان