محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 05:09 مساءً - أحمد عبد
أعلنت اللجنة العليا الخاصة بفعاليات ما يُسمى بـ"عيد الغدير"، استكمال التحضيرات والاستعدادات للمناسبة الدينية التي صوت البرلمان العراقي على اعتبارها عطلة رسمية.
ويحيي "الشيعة" في العراق، يوم 18 من ذي الحجة من كل عام، مناسبة "يوم الغدير"، الذي يُعدونه عيدًا.
ويمنح القانون العراقي المعدل ما بعد العام 2003، الحكومات المحلية في المحافظات صلاحية إعلان العطل الرسمية.
وكانت محافظات جنوب ووسط العراق ذات الأغلبية الشيعية، دائمًا ما تعلن يوم 18 ذي الحجة عطلة رسمية، فيما تستمر محافظات غرب وشمال العراق، ذات الأغلبية السنية بالدوام الرسمي دون تعطيل.
وقال رئيس اللجنة الخاصة بتنظيم عيد الغدير، أحمد القريشي، في بيان صحفي، إن "اللجنة العليا الخاصة بتنظيم الفعاليات وإحياء المناسبات، أكملت استعداداتها الخاصة بعيد الغدير، وستتوزع فقرات وفعاليات هذه المناسبة على مجموعة من الأنشطة التي رعيت من خلالها محاولة الوصول إلى مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية بناءً على دوائر العمل الثلاثة: المحلي، والوطني، والإقليمي".
أخبار ذات صلة
الشيعة يحتفلون بعيد الغدير.. تعرف على أهم طقوسهم
ودائمًا ما يحتفل شيعة العراق بمناسبة "عيد الغدير" في مرقد وضريح الإمام علي بن أبي طالب في مدينة النجف التي تضم الحوزة العلمية التي تعد أكبر المدارس الدينية الشيعية في العالم، فيما يقع فيها منزل المرجع الديني الأكبرعلي السيستاني.
ويقول علاء العلوي، وهو أحد موظفي "العتبة العلوية" المسؤولة عن إدارة المراقد الدينية في مدينة النجف، لـ"الخليج الان"، إن "هذا العام سيكون مختلفًا عن كل الأعوام فيما يخص عيد الغدير، خاصة أنه أصبح عطلة رسمية، وهذا يعني المزيد من الزائرين".
وفي 19 أبريل/نيسان العام 2024، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مجلس النواب العراقي لتشريع قانون يجعل من "عيد الغدير" عطلة رسمية تشمل جميع أنحاء العراق، ولا تقتصر على المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، عادًا ذلك "تفعيلاً للتعايش السلمي".
واستجاب البرلمان العراقي، في مايو/أيار العام 2024، لدعوات الصدر، ليصوت على قانون العطلات الرسمية التي ضمت عطلة "عيد الغدير" من مجموع 11 عطلة وطنية ودينية.
من استعدادات مدينة النجف لعيد الغديرالإعلام العراقي
وقال المحلل السياسي محمد البزوني، لـ"الخليج الان"، إن "البرلمان تحمل ضغطًا كبيرًا بدعوات الصدر لإقرار عطلة عيد الغدير، حتى أن هناك نوابًا من داخل الإطار التنسيقي "الشيعي" لم يكونوا موافقين بشكل أو بآخر على تلك الضغوط، لأنهم لا يريدون استفزاز وخسارة سنة وأكراد البلاد".
وكشف رئيس اللجنة الخاصة بعيد الغدير، أحمد القريشي، عن وصول الاحتفالات بهذه المناسبة إلى "أكثر من 12 دولة أوروبية، وستكون هناك فعاليات ثقافية مرتبطة مركزيًا في هذه الدول".
وأشار إلى أنه ضمن فعاليات هذه المناسبة "ستكون مراسم لرفع الرايات والوصول إلى 15 محافظة من محافظات العراق"، بالإشارة إلى جميع محافظات العراق بما فيها ذات الأغلبية السنية، عدا محافظات إقليم كردستان.
وتثير بعض المناسبات الدينية الشيعية حساسية المكونات الأخرى في العراق، باعتبارها محل جدل وخلاف عقائدي، ومنها ما يسمى بحادثة "غدير خم"، التي انبثق عنها ما يسمّى "يوم الغدير"، الذي عد "سنة" العراق إقراره كعطلة رسمية، تحولًا للنظام السياسي في العراق إلى نظام "ثيوقراطي".
من جانبها، ترى نهال الشمري، النائبة عن كتلة "تقدم" بزعامة رئيس مجلس النواب المقال محمد الحلبوسي، أن "عملية تمرير عيد الغدير وفرضه عطلة رسمية جاء دون رغبة السياسيين من غير المكون الشيعي، فقد تم التصويت عليه حتى دون نقاش".
وأضافت الشمري في تصريح لـ"الخليج الان"، أن "بعض الجهات استغلت فقدان المكون السُّني لاستحقاقه في رئاسة البرلمان، بغياب رئيس مجلس النواب، الذي كان من المفترض أن يحقق توازنات في القوانين المشرعة وفق الاستحقاقات السياسية المعمول بها في البلاد".
وأشارت إلى أن "الكتل التي صوتت على عطلة عيد الغدير لم تحترم التوجهات الدينية والعقائدية لممثلي المكونات من السياسيين في مجلس النواب".