الارشيف / عرب وعالم

إستراتيجية ماكرون الانتخابية تهدد بانقسامات في معسكره

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 03:03 مساءً - أعرب عناصر من "حزب النهضة" الحاكم في فرنسا عن صدمتهم من إستراتيجية الرئيس إيمانويل ماكرون المعتمدة في الحملة الانتخابية، وأدانوا تصريحاته الأخيرة في جزيرة سين (فينيستير) يوم الثلاثاء الماضي؛ ما ينذر بانقسامات عميقة في صفوف الأغلبية الرئاسية.

واشتعل فتيل الخلافات داخل حزب "النهضة" بعد إحياء الذكرى الـ84 لنداء 18 يونيو في جزيرة بريتون، حيث انتهز ماكرون فرصة تبادل الحديث مع المارة لإطلاق تصريحات لاذعة لخصومه السياسيين من اليسار واليمين المتطرف، وفق صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.

وقال النائب السابق في "حزب النهضة"، جيل لو جيندر، في تصريح لـ"الخليج الان"، إن "ماكرون قام بمخاطرة غير ضرورية وخطيرة، تتمثل في أن تصبح الأزمة السياسية الكامنة التي أضرت ببلادنا لسنوات أزمة مؤكدة".

ووفق الصحيفة الفرنسية، فإن ماكرون لا يخشى استخدام المصطلحات التي يفضلها اليمين المتطرف؛ إذ انتقد برنامج الجبهة الشعبية الجديدة لائتلاف اليسار، واصفًا إياه بأنه "مهاجر تمامًا"، و"أسوأ بأربع مرات من حيث التكلفة" من برنامج التجمع الوطني (يمين متطرف).

ورأت الصحيفة الفرنسية أنه مع ذلك، فمن الممكن أن تكون استراتيجية ماكرون متعمدة لمخاطبة الناخبين المترددين، ومحاولة إغرائهم للتصويت لصالحه، إلا أن ذلك لم يكن التحدي الوحيد الذي يواجه الرئيس الفرنسي، لافتة إلى أن شبح الانقسامات داخل حزبه يهدده.

أخبار ذات صلة

ماكرون "يقصف" اليسار ويؤجل "معركة" اليمين المتطرف إلى الجولة الثانية

تسريبات تكشف الصدع

وتسربت رسالة نصية قصيرة أرسلها أحد نواب حزب النهضة إلى أحد الوزراء، فحواها: "ألا يمكننا حبسه حتى 7 يوليو؟"، في إشارة إلى ماكرون.

وأرسلت رسالة المسؤول الفرنسي داخل الحزب بمجرد بث تصريحات ماكرون الأخيرة على القنوات الإخبارية، مساء الثلاثاء الماضي، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.

كما تسربت مكالمة هاتفية لأحد نواب حزب النهضة في بداية الأسبوع الجاري، قائلًا: "أشعر أنه يجتر الأفكار، وأنه ضحى بغالبيتنا الذين يخاطرون بالتعرض للهزيمة، إنه وضع حساس، لكنه مرير أيضًا، معظمنا لا يزال متأكدًا من أنه في مكانه"، وفق "لوباريزيان".

ملصقات دعائية للانتخابات الفرنسية عام 2022غيتي

غضب الأغلبية

من جهتها، قالت إذاعة "يوروب 1" الفرنسية، إن غضب الأغلبية ضد ماكرون يهدد فوزه في الانتخابات التشريعية، موضحة أن قرار حل الجمعية الوطنية (البرلمان) أحدث موجة صادمة أدت إلى غضب مكتوم داخل حزب ماكرون، وهو ما قد يكون له عواقب في منتصف الحملة التشريعية.

وأضافت الإذاعة الفرنسية، أن رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال، مثل غيره من الشخصيات ذات الوزن الثقيل في الأغلبية، طلب مباشرة من ماكرون أن يظل متحفظًا في تصريحاته حتى 7 يوليو/تموز المقبل.

ووفقًا للإذاعة الفرنسية، فإن السخط ينصب على شخص ماكرون، بسبب تصريحاته التي يصفها بعضهم بالاستفزازية.

وبحسب مصادر مقربة في قصر الإليزيه، فإنه بعد حل البرلمان، خطط الرئيس لتجسيد الحملة التشريعية بنفسه من خلال زيادة عدد الجولات والمداخلات الإعلامية، إلا أن هذه الخطة تم التخلي عنها في هذه المرحلة؛ لأن العديد من المرشحين يرفضون طباعة صورة رئيس الدولة على منشوراتهم.

كما أن رئيس الحكومة غابريال أتال كان معارضًا للحل، إلا أنه وجد نفسه مدفوعًا ضد إرادته على رأس حملة تخاطر بخسارة معسكره، فيما قال ماكرون، الأسبوع الماضي، خلال مؤتمره الصحفي: "لا لروح الهزيمة".

ومع ذلك، فإن الشعور بأن الرئيس قد ضحى بمعسكره الرئاسي هو السائد بين الوزراء والنواب والمستشارين وغيرهم من المتحالفين مع الأغلبية الرئاسية.

من جهتها، قالت صحيفة "لا تريبون دو جنيف" السويسرية الناطقة بالفرنسية، إن أعضاء حزب النهضة يشعرون بأجواء نهاية عهدهم في الحكم، لافتة إلى أن أنصار رئيس الدولة لا يستطيعون استيعاب الحل المفاجئ الذي أدخلهم في المجهول، إلى حد طي صفحة حزب ماكرون بالفعل.

Advertisements