الارشيف / عرب وعالم

مخاوف في فرنسا من فتح ماكرون الباب أمام حكومة "متطرفة"

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 12:12 مساءً - أعربت الكاتبة الفرنسية المناهضة للعنصرية رقية ديالو، في مقال لها بصحيفة "الغارديان" عن "خشيتها من فتح الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي يلعب بالنار، الباب أمام حكومة يمينية متطرفة"، وأن "مقامرته المتهورة تُظهر مدى قلة اهتمامه بمصير الفرنسيين الملوّنين".

ففي التاسع من يونيو/ حزيران، أعطى الناخبون الفرنسيون حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان فوزا غير مسبوق في الانتخابات الأوروبية، وحصل حزبها على نسبة قياسية بلغت 31.5% من الأصوات، أي ضعف عدد الأصوات التي حصل عليها تحالف الوسط المدعوم من الرئيس إيمانويل ماكرون.

وإذا لم يكن ذلك كافيا، فقد وجد ماكرون الذي تعرّض للإهانة وسيلة لتحويل هزيمته إلى أزمة شاملة من خلال حل الجمعية الوطنية، والدعوة إلى انتخابات مبكرة. وسيتم تعيين رئيس وزراء جديد بعد الجولة الثانية في 7 يوليو/ تموز، ونظراً لانهيار الدعم للوسطيين المؤيدين لماكرون، هناك فرصة لأن يشكّل اليمين المتطرف الحكومة المقبلة.

أخبار ذات صلة

لوبان تتعهد بحكومة وحدة وطنية لإخراج فرنسا من "المأزق"

زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبانأ ف ب

وأردفت الكاتبة، لا يمكننا إلا أن نفترض أن ماكرون كان يحاول خلط الأوراق من أجل التغلب على اليمين المتطرف، على الرغم من أنهم هم الذين يطالبون بإجراء انتخابات. أو ربما تتمثل إستراتيجيته في السماح لحزب التجمع الوطني بتولي المسؤولية السياسية، على أمل أن يخيب الرأي العام عند تعرضه لواقع الحكومة، وأن يصبح غير ذي أهمية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2027. ويمكنه بعد ذلك التأكد من أن خليفته في الإليزيه ليس من أقصى اليمين.

وفي كلتا الحالتين، يبدو ماكرون فخوراً بشكل واهم بحركته في لعبة الشطرنج. ونشرت صحيفة "لوموند" محادثة خاصة في اليوم التالي للانتخابات الأوروبية، أعرب فيها الرئيس عن سعادته لأنه ألقى قنبلة يدوية منزوعة صمام الأمان على أقصى اليمين، وقال إنه خطط لهذا التكتيك منذ أسابيع. ونفى الإليزيه هذه القصة.

ولكن هل هذه هي اللحظة المناسبة حقا لمثل هذه المقامرة، لمجرد إعطاء الأولوية لميراث ماكرون؟ إن ثلاثة أسابيع هي حملة انتخابية قصيرة ومتهورة، نظراً لما هو على المحك والفوضى التي قد تنتظرنا. ومهما كانت نواياه، فإن اختياره معاملة البلاد وكأنها طاولة "روليت" يُظهر مدى قلة اهتمام ماكرون بمصير الملايين من الفرنسيين.

ومن خلال حل الجمعية في ظل الظروف الحالية، قدم ماكرون لليمين المتطرف فرصة غير مسبوقة لتعزيز قبضته على البرلمان، وربما حكم فرنسا. وهو بذلك يلعب عمدًا بحياتنا.

أخبار ذات صلة

منها الحجاب.. اليمين المتطرف في فرنسا يتراجع عن وعوده الانتخابية

وأضافات الكاتبة الفرنسية، الكثير منا – النساء، والأشخاص الملونون، والمثليون، واليهود، والمسلمون، والأقليات – يعرفون مدى قوة وعنف العواقب التي يمكن أن تترتب على مثل هذه الانتخابات. وفي الضواحي، أعرب رؤساء البلديات المحليون عن مدى قلقهم على الأشخاص الملوّنين.

وقالت، لقد شاركت في احتجاج يوم السبت الماضي في باريس ضد اليمين المتطرف، وأستطيع أن أرى مدى الصدمة التي شعر بها العديد من أولئك الذين خرجوا عندما أدركوا مدى عدم الترحيب بهم قريبًا في بلادهم. أخبرني الأشخاص الذين وُلد أفراد أسرهم في الخارج أو الذين لا يحملون الجنسية الفرنسية عن مدى خوفهم.

وأضافت، مخاوفهم ليست غير منطقية. ربما تكون الجبهة الوطنية التي أعيدت تسميتها والتي تم تنظيمها جيدًا الآن قد تمكنت من محو الآثار المخزية لماضيها وإخفاء أيديولوجيتها المتطرفة، لكن هذه الأيديولوجية لم تتغير.

وتابعت، عملت مارين لوبان جاهدة على تحسين صورتها والظهور بمظهر أكثر ارتباطًا. كما رسم جوردان بارديلا، 28 عاماً، رئيس حزب التجمع الوطني والمرشح الرئيسي في الانتخابات الأوروبية، والآن أحد أكثر السياسيين شعبية في فرنسا، رسم بعناية صورته باعتباره الشاب النموذجي. لدى بارديلا مليون ونصف متابع على تيك توك. لكن رسائله المتشددة المعادية للإسلام والمهاجرين مَخفيّة بدقة خلف ابتسامة تبدو مطمئنة.

لكن خلف الصورة العامة، لم تختف هذه الأيديولوجيا الضارة. إن مواقف حزب التجمع الوطني العنصرية والمعادية للأجانب تضع الحزب بشكل لا لبس فيه في أقصى تطرف الطيف السياسي.

وتتابع الكاتبة الفرنسية، لنأخذ على سبيل المثال سلوكه في البرلمان الأوروبي، حيث شغل بارديلا مقعدًا منذ عام 2019. فقد صوّت هو وزملاؤه في البرلمان الأوروبي ضد الاعتراف بالعبودية كجريمة ضد الإنسانية، وعارضوا القرارات المتعلقة بإنقاذ المهاجرين في البحر، وتقليص فجوة الأجور بين المهاجرين.

وهم يتظاهرون بأنهم يهتمون بالعدالة الاجتماعية ورفاهية الفقراء، ولكن أصواتهم تُظهر عدم اهتمامهم بمعالجة التفاوت الاقتصادي. لقد صوّتوا ضد زيادة الحد الأدنى للأجور، وضد ربط الرواتب بالتضخم، وضد زيادة المنح الطلابية. كما عارضوا تجميد أسعار الإيجارات والسلع الأساسية.

أخبار ذات صلة

لمواجهة اليمين المتطرف.. ماكرون يرنو لتحالف انتخابي ضد حزب لوبان

ولكن بدلا من مواجهة هذه الإيديولوجيا اليمينية المتطرفة، اختار ماكرون، خلال فترتي ولايته في منصبه، جعل سياساته أكثر جاذبية للناخبين اليمينيين المتطرفين. وعليه أن يتحمل بعض المسؤولية في المساعدة على تطبيع أفكارها. لقد حاول الرئيس يائسًا إقامة معارضة ثنائية بين حزبه واليمين المتطرف خلال حملة الانتخابات الأوروبية من خلال جعله خصمه الرئيسي. وقد أسهم هذا في إخفاء الأفكار التقدمية. لقد أرسل رئيس وزرائه غابرييل أتال للنقاش ضد بارديلا، وعرض عدة مرات مناظرة لوبان بنفسها.

وتخلص الكاتبة الفرنسية إلى إن ماكرون هو الذي خلق جواً يتم فيه تطبيع وتعميم أيديولوجية اليمين المتطرف. وتضمن مشروع قانون الهجرة الذي أقرته الحكومة في البرلمان العام الماضي الكثير من المطالب المتشددة لليمين المتطرف، لدرجة أن لوبان اعتبرته انتصارا. وعندما عين وزيرا جديدا للتعليم في أغسطس/ آب 2023، اختار ماكرون عدم معالجة أوجه عدم المساواة العميقة التي يعاني منها النظام المدرسي الذي يعاني من أزمة، بل اختار الانصياع لمجازات لغوية فظة معادية للإسلام، تستهدف التلميذات المسلمات اللاتي يرتدين العباءات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا