محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 11:21 صباحاً - يعيش اللاجئون السودانيون، الذين فروا من نار الحرب في بلادهم، جحيماً فوق "جحيم" خيام اللجوء في أوغندا، ليكونوا على موعد متجدد مع الشقاء والعناء، للحصول على القليل من الدقيق أو السكر، ليكون الثمن، على سبيل المثال، فقدان سيدة لـ"جنينها" بعد التعرض للإجهاض نتيجة الضرب المبرح الذي يمارس من جانب قوات الأمن المسؤولة عن هذه المعسكرات، فضلا عن تعرض البعض للإصابة بـ"عاهات" ناتجة عن اعتداءات قاسية.
وهذا ما حدث مؤخراً، في أيام عيد الأضحى، عندما كان اللاجئون السودانيون ينتظرون في معسكر "كرياندنقو" في مقاطعة بيالي بأوغندا، بعض المساعدات الغذائية التي تسد جوعهم ، وهي المساعدات المرسلة من دول متعاطفة مع الشعب السوداني، وظلت في حوزة السلطات لوقت طويل لحين الإفراج عنها، ووصولها إلى هذا المعسكر ومناطق أخرى بها لاجئون سودانيون في أوغندا، مثل كاومبي و كومبي.
موقع "الخليج الان" حصل على مقاطع مصورة لهذه المعاناة التي تتجدد من حين إلى آخر مع اللاجئين السودانيين.
وبحسب شهود عيان، في تصريحات لـ"الخليج الان"، فإن القسوة والبطش من قبل قوات الأمن، خلال توزيع المساعدات، أدت إلى تعرض امرأة سودانية للإجهاض، فضلاً عن إصابة العديد من الرجال والشباب والأطفال بـ"عاهات".
وأشار شهود عيان إلى أن الأزمة سببها افتقاد القائمين على توزيع المساعدات للشفافية، فضلا عن فقر التنظيم وعدم الثبوت على آلية في التوزيع، لأغراض تتعلق بتوفير جانب من تلك المساعدات.
ولفت شهود عيان أن المساعدات كانت وفيرة وذات جودة عالية، لدرجة أنه مع اعتراضات وغضب السودانيين في المعسكر على ما حدث من اعتداءات، قام المعنيون بالاجتهاد في التوزيع دون تباطؤ أو تعديل في الأليات، لينتج عن ذلك توزيع عادل طال أكثر من 500 أسرة يتراوح عدد كل عائلة من 5 إلى 10 أفراد، ويتضح في النهاية أن ما تم توزيعه أقل من نصف المساعدات المرسلة.
قالت ناشطة سودانية، تعيش في العاصمة الأوغندية كامبالا، لـ"إرم ينوز"، إن هناك رفضًا من السودانيين في استمرار هذه الآلية في توزيع المساعدات، لافتة إلى ضرورة وجود رعاية ومتابعة من منظمات سودانية ودولية، للعمل على تحسين أوضاع معسكرات اللاجئين وتوصيل المساعدات بشكل جيد من الدول الصديقة التي تحاول تخفيف معاناة السودانيين في معسكرات اللاجئين.
وأوضحت أن هناك غضبًا كبيرًا من السودانيين في معسكرات اللاجئين، حيث يسيطر عليهم الخوف من الموت خلال استلامهم المساعدات الغذائية، بسبب تلك الإجراءات والآليات المتبعة.
وأكدت الناشطة أن المنظمات الأوغندية المسؤولة عن توزيع هذه المساعدات، تفتقد أي أخلاقيات في التعامل مع كبار السن بشكل عام، وتضع قواعد مجحفة غير منظمة خلال التوزيع، فضلا عن حثهم قوات الأمن على التعامل بقسوة مع اللاجئين سواء كانوا عجائز أو نساء أو أطفالا.