الارشيف / عرب وعالم

وسط قلق متصاعد.. أحزاب ألمانية تدرس خيارات التخلص من "اليمين المتطرف"

محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 10:10 صباحاً - في كواليس السياسة الحزبية الألمانية، طُرح خيار جديد مؤخرا، تخطط له أحزاب ألمانية رئيسية وفاعلة يتمثل في قرار يمنع هذا الحزب من خوض الانتخابات القادمة، وذلك عبر إصدار قرار بـ"الحل" أو "إلغاء" الحزب.

وتبدو الخيارات كافة على الساحة السياسية الألمانية متاحة في الوقت الحالي، لمنع "اليمين المتطرف" المتمثل في حزب "البديل من أجل ألمانيا"، من الحصول على الأغلبية في البرلمان القادم وإمكانية قيادة ائتلاف تشكيل الحكومة الناتجة عن الانتخابات التشريعية المقبلة.

ارتباك

ويعكس هذا الخيار ارتباك المشهد السياسي في ألمانيا بعد نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، التي حملت صعود أحزاب اليمين المتطرف، في عدة دول رئيسة أساسية بالقارة العجوز، في صدارتها ألمانيا، في ظل توتر يتعلق بالتعامل المستقبلي مع ملفات بينها ملف اللاجئين والمهاجرين.

ومن العاصمة برلين، يقول أستاذ العلاقات الدولية، د.عبد المسيح الشامي، في تصريحات لـ"الخليج الان"، إن هناك مواجهة قائمة بين الأحزاب الرئيسة الألمانية و"اليمين المتطرف" الممثل في حزب "البديل" على ملفات من بينها الهجرة واللجوء، وقد تذهب هذه المواجهة إلى التجهيز لعملية تخلص سياسي من حزب "البديل" قبل الانتخابات التشريعية المقبلة.

أخبار ذات صلة

اليمين المتطرف يفجر ثورة "الأغلبية الصامتة" في ألمانيا

وأوضح الشامي أن المواجهة وصلت إلى توجهات أحزاب ألمانية، نحو السير في مشروع قرار يحمل حل أو إلغاء أو حرمان، حزب "البديل" من المشاركة في الانتخابات المقبلة، واعتباره حزبا غير شرعي، وهو مشروع طرح داخل أحزاب رئيسة منها "الديمقراطي المسيحي" وأيضا الحزب الاشتراكي، مشيرا إلى أن تمرير ذلك بشكل قانوني تشريعي، لن يكون بالأمر السهل.

وأوضح الشامي أن نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي وصعود اليمين بهذا الشكل، انعكس في الوقت الحالي في ألمانيا على انتخابات المحليات في ظل ما يحققه اليمين من اكتساح في المقاطعات كافة التي كانت تابعة منذ عقود لما كان يسمى "ألمانيا الشرقية"، وسيزداد هذا الارتباك بالمشهد السياسي لاسيما أن ألمانيا مقبلة على انتخابات، لذلك فإن كل القضايا الإشكالية التي يطرحها اليمين وفي صدارة ذلك، الهجرة واللجوء والترحيل، أصبحت محل خلاف كبير.

ملفات خلافية

وتسيطر ملفات خلافية، قد تغير وجه أوروبا، مع زيادة مساحة تيار اليمين المتطرف سياسيا في ألمانيا، والذي يتمثل بشكل كبير في حزب "البديل"، ومن بين هذه الملفات الهجرة والاستعداد لعمليات ترحيل جماعي للاجئين غير الشرعيين وغلق أبواب اللجوء.

ومن مدينة دوسلدورف، عاصمة الإقليم الأكبر في ألمانيا "نورد راين"، يرى مدير الشبكة الجيوستراتيجية للدراسات في ألمانيا، إبراهيم كابان، أن معظم الأحزاب في ألمانيا حتى من كانت داعمة ومتعاطفة مع اللاجئين في فترات سابقة، بات لديها موقف مع الهجرة ومن المتوقع أن تكون هناك إجراءات متشددة للغاية في المستقبل القريب مع هذا الملف، في ظل تصاعد فرص "اليمين المتطرف" المتمثل في حزب "البديل من أجل ألمانيا".

أخبار ذات صلة

مخاوف من أزمة سياسية عميقة في ألمانيا بعد تقدم اليمين المتطرف

ويؤكد "كابان" في تصريحات لـ"الخليج الان"، أنه من قبل تصاعد اليمين في أوروبا عامة عبر ما جاءت به نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي مؤخرا، كان هناك توجه لسياسات ألمانية من جانب الأحزاب الرئيسة، تستهدف ملفات اللجوء والهجرة والترحيل الجماعي، ولكن تختلف الإجراءات في آلية وسرعة تنفيذها والتشدد في التعامل مع هذا الملف، من حزب إلى آخر، حيث سيكون هناك تعامل مع اللاجئين بشكل حاسم من جانب تيارات الوسط ولكنه بالطبع سيكون أقل تشددا مما سيقبل عليه وينفذه "اليمين المتطرف".

وأشار كابان إلى أن الأحزاب الألمانية كافة حتى التي كانت داعمة ومساندة اللاجئين ومنها أحزاب "الخضر" و"اليسار" التي عدلت موقفها على الأقل في هذه الفترة، بالتزام الصمت تخوفا من تراجع شعبيتها على نحو أكبر، وباتت لها مواقف مغايرة تماما تجاه المهاجرين، بمعنى أن ملف الهجرة في حد ذاته، لم يصبح متعلقا بتصاعد فرص واتساع قاعدة اليمين المتطرف في ألمانيا الممثل في حزب "البديل" من عدمه، لاسيما أن أكبر أحزاب ألمانيا ومنها "المسيحي الديمقراطي" المتوقع قيادته ائتلاف تشكيل الحكومة المقبلة عقب الانتخابات التشريعية، تراجع هو الآخر عن توجهه السابق في دعم اللاجئين، والحال نفسه للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يقود الائتلاف السياسي الحاكم حاليا.

Advertisements