الارشيف / عرب وعالم

هل يتنبأ الذكاء الاصطناعي بمستويات القلق قريبا؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 11:17 مساءً - ابتكر باحثون في جامعة سينسيناتي الأمريكية نظامًا مدعوما بالذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بدقة بمستويات القلق من خلال مهمة بسيطة لتقييم الصورة، إلى جانب بعض المتغيرات السياقية. ويمكن لهذا التقدم أن يعزز بشكل كبير الكشف المبكر عن القلق وإدارته.

وبحسب تقرير نشره موقع "ميديكال اكسبريس"، يتميز القلق بالخوف الشديد والمستمر في غياب تهديد محدد. ويمكن للقلق المزمن أن يؤثر بشدة على الصحة العقلية والجسدية والعلاقات والمهن ونوعية الحياة بشكل عام.

وشدد الباحثون في الدراسة على انتشار القلق في كل مكان عبر مراحل الحياة المختلفة وطبيعته المرتبطة.

وأوضحوا: "يستفيد نهجنا، المسمى Comp Cog AI، من الحد الأدنى من الموارد الحسابية ومجموعة صغيرة من المتغيرات المهمة لعمليات الحكم. وتدمج هذه الطريقة الإدراك الحسابي مع الذكاء الاصطناعي، وتبتعد عن الاعتماد التقليدي على كميات هائلة من البيانات الاجتماعية أو الطبية أو النفسية، ومتطلبات الطاقة الكبيرة لأجهزة الكمبيوتر العملاقة."

كيف يعمل النظام الجديد؟

يركز نظام الذكاء الاصطناعي على مهمة تصنيف مختصرة، إذ يقوم المشاركون بتقييم الصور ذات التصنيفات الإيجابية أو السلبية والرد على أسئلة سياقية محدودة، مثل أعمارهم ومشاعرهم بالوحدة. وسلط هانز برايتر، المؤلف المشارك والباحث الرئيسي في الدراسة، الضوء على القيود المفروضة على التنبؤات الكبيرة القائمة على البيانات وفوائد هذا النهج الجديد.

وقال برايتر، أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومساعد في الطب النفسي في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب في جامعة هارفارد: "إن التنبؤات بالبيانات الضخمة، على الرغم من قوتها، تشكل تحديات في التفسير. لذا، فإن استخدام عدد صغير من المتغيرات المتجذرة في علم النفس الرياضي يمكن أن يتجاوز هذه التحديات؛ مما يمهد الطريق للتقدم في الذكاء العام الاصطناعي."

وخلصت الدراسة إلى أن مقاييس الحكم، إلى جانب البيانات الديموغرافية، تلعب دورًا حاسمًا في التنبؤ بمستويات القلق. ويمكن أن يكون هذا النظام بمثابة "نموذج أولي" للأدوات التي يستخدمها المتخصصون الطبيون أو المستشفيات أو الجيش لتحديد الأفراد المعرضين لخطر القلق العاجل.

كما أظهرت تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة حساسية وخصوصية عالية؛ مما يشير إلى أدائها القوي في تصنيف الأفراد الذين يعانون من مستويات قلق متفاوتة.

وتؤكد البيانات، التي تم جمعها خلال جائحة كوفيد-19- وهي فترة تميزت بتزايد الشعور بالوحدة والقلق - على إمكانية تطبيق النظام على نطاق واسع عبر بيئات متنوعة، بغض النظر عن اللغة الأم، لتقييم القلق بشكل فعّال.

Advertisements