الارشيف / عرب وعالم

العراق.. تأجيل الانسحاب الأمريكي يعمق الخلاف بين القوى السياسية

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 10:10 مساءً - أحمد عبد

عمّق تأجيل انسحاب القوات الأمريكية من العراق الخلاف المحتدم أصلاً بين القوى السياسية داخل الإطار التنسيقي "الشيعي"، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لا سيما تلك الأحزاب التي تمتلك أجنحة عسكرية.

وكان السوداني قد وعد قيادات الفصائل المسلحة "الشيعية" بإخراج القوات الأمريكية من العراق، شريطة إيقاف عملياتها العسكرية ضد القواعد والبعثات الدبلوماسية الأمريكية، قبيل زيارته إلى واشنطن في نيسان الماضي.

وجدد السوداني تأكيده ضرورة إنهاء التواجد الأمريكي، مشيراً إلى أن "مبررات وجود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق انتهت"، وأن إخراج تلك القوات التزام "لن تتراجع عنه الحكومة".

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها البالغ عددها نحو 2500 جندي من العراق. وقال الميجر جنرال في القوات الجوية، باتريك رايدر، في تصريح له، إنه "في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب). نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم داعش".

وقال قيادي في أحد الفصائل المسلحة "الشيعية"، لـ"الخليج الان"، إن "الفصائل المسلحة لا تثق برئيس الوزراء محمد السوداني ولا وعوده المتكررة تجاه إخراج القوات الأمريكية، لكننا نريد أن نمنحه فرصة إثبات وعوده من عدمها، حتى لا يتم إلقاء اللوم على الفصائل في حال تعاملت بالسلاح فيما بعد مع هذا الملف".

وأضاف: "ندرك جيداً أن الولايات المتحدة لن تخرج من العراق إلا بفعل الضربات المسلحة، والدبلوماسية لا يمكن أن تثنيها عن البقاء في البلاد"، مشيراً إلى أن "صبر فصائل "المقاومة" بدأ ينفد، وعلى الكتل السياسية داخل الإطار التنسيقي إرغام السوداني على تنفيذ وعوده أو الذهاب إلى إجراءات سياسية لاستبداله". "السوداني يريد حل هذا الملف، لكن يبدو أنه تورط بوعود غير قادر على تنفيذها".

وكانت الكتل السياسية داخل الإطار التنسيقي قد جمعت تواقيع في شباط الماضي 2024؛ لتشريع قانون لإخراج القوات الأمريكية من البلاد، وطرحه على جدول أعمال جلسة البرلمان المقبلة.

عام 2020 صوّت البرلمان العراقي على قرار يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، الذي جاء بعيد اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بغارة جوية أمريكية استهدفت مركبة كانا يستقلانها في محيط مطار بغداد.

أخبار ذات صلة

"نقطة الانصهار".. كتاب لجنرال أمريكي يكشف كواليس اغتيال سليماني

من جهته، قال سعود الساعدي، النائب عن كتلة حقوق البرلمانية (الجناح السياسي لكتائب حزب الله)، إن "كتلته لا تثق بقرارات الحكومة التي تتحدث عن إخراج القوات الأمريكية من العراق، رغم قرار البرلمان العراقي عام 2020 القاضي بإخراج القوات الأجنبية".

وأكد أن "البرلمان العراقي مصر على تمرير تشريع قانون إخراج القوات الأمريكية من العراق، الذي سيصبح ملزماً للحكومة والأمريكان معًا، وقد أعدت مسودة من القانون الذي ستتم مناقشته بشكل مستفيض خلال الجلسات المقبلة".

وكان تحالف "الإطار التنسيقي" قد طالب، أمس، بإخراج القوات الأمريكية من العراق وتحقيق السيادة الوطنية، وهي ليست المرة الأولى التي يطالب فيها "الإطار" بخروج القوات الأمريكية رغم أنهم من رشح السوداني لرئاسة الحكومة، في حين يمسك التحالف هذا بكل مفاصل الدولة العراقية.

وقال الباحث في الشؤون الاستراتيجية، خليل المعماري، لـ "الخليج الان"، إن "بقاء القوات الأمريكية سيكون القشة التي تقصم ظهر رئيس الوزراء محمد السوداني، خصوصاً أن بعض الفصائل المسلحة لوحت بعودة العمليات العسكرية بعد فشل السوداني في عملية إخراج القوات الأمريكية".

وأضاف أن "كتلاً سياسية داخل الإطار دخلت في صراع مع رئيس الوزراء الحالي، خصوصاً أنها تتخوف من طموح السوداني في تولي المنصب دورةً ثانية، وهي اليوم ستستغل كل الأوراق السياسية بهدف الإيقاع به، ونعتقد أن ملف الأمريكان سيكون واحداً من تلك الملفات".

ودعا رئيس الكتلة البرلمانية لائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه نوري المالكي، عطوان العطواني، إلى إنهاء تواجد القوات الأمريكية، وأكد "قدرة الحكومة واستعدادها لاتخاذ القرارات المناسبة في الحفاظ على سيادة العراق وأمنه واستقراره، فيما كانت لها إرادة حول اتخاذ هذا القرار الشجاع".

أما الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، فقد دعا، في وقت سابق، حكومة السوداني لتقديم "طلب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي يطالب فيه بانسحاب فوري للقوات الأجنبية".

أخبار ذات صلة

"عصائب أهل الحق": حان وقت الرد العراقي على أمريكا

ورأى المحلل السياسي حيدر الصفار أن ما يجري من شد وجذب بين الكتل السياسية والسوداني داخل الإطار بشأن خروج القوات الأمريكية ما هو إلا مسرحية، مستثنياً بعض "الكتل والفصائل المسلحة الموالية لإيران"، بحسب قوله.

وقال، لـ "الخليج الان"، إن "الجميع يعلم أن الأمريكيين لن يخرجوا من العراق بشكل كلي لا اليوم ولا بعد عشرين عاما؛ فواشنطن لن تترك العراق لقمة سائغة لإيران تبتلعها كما تشاء". وأشار إلى أن "العجيب أن هناك كتلا سياسية تطالب السوداني بإخراج القوات الأمريكية وتهدده بالإقالة، وهي الكتل ذاتها التي أتت أصلاً بالسوداني، مثل عصائب أهل الحق المقربين من السوداني".

وفي الوقت الذي تسعى فيه كتل الإطار التنسيقي إلى الدفع نحو إخراج القوات الأجنبية، يذهب الأكراد مع بقاء تلك القوات، وهذا ما كرره رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، خلال لقاءات عديدة مع الجانب الأمريكي، كان آخرها مع منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البيت الأبيض، بريت مكغورك.

وشدد البارزاني، خلال لقائه ذلك، على "استمرار التزام أمريكا بدعم العراق وإقليم كردستان، بالتزامن مع تغيير مهام القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق".

أخبار ذات صلة

العراق.. "نفوذ الميليشيات" يُفشل تعهدات السوداني بنزع السلاح المنفلت

Advertisements