محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 05:17 مساءً - قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التاريخية لكوريا الشمالية تدشن لحقبة جديدة من الشراكة الإستراتيجية.
وكان بوتين التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ اليوم الأربعاء، ووقعا اتفاقية شراكة طويلة الأمد لتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين بلديهما.
ووفق الصحيفة، فإن الزيارة تندرج ضمن مساعي موسكو لكسب المزيد من الحلفاء لمواجهة الغرب وسط حربها المستمرة في أوكرانيا.
أخبار ذات صلة
بوتين يهدي زعيم كوريا الشمالية سيارة فاخرة ومجموعة شاي وخنجر
وفي الأشهر الأخيرة، تبادلت روسيا وكوريا الشمالية سلعًا مختلفة بما في ذلك الغذاء والنفط والأسلحة، إذ تسعى روسيا إلى تجديد ترسانتها وسط الصراع مع أوكرانيا.
في المقابل، تخطط موسكو لنقل التكنولوجيا العسكرية إلى كوريا الشمالية؛ ما يعزز قدراتها التسليحية ويثير مخاوف الغرب.
وحسب الصحيفة، فإن ذلك يأتي في وقت يشعر فيه المسؤولون الأمريكيون والكوريون الجنوبيون بالقلق من أن هذا التعاون العسكري قد يؤدي إلى توسيع نطاق النزاعات الإقليمية واستنزاف الموارد العسكرية الأمريكية.
علاوة على ذلك، تشعر الصين هي الأخرى بالقلق بشأن التهديد النووي والصاروخي الكوري الشمالي الذي قد يجذب وجودًا عسكريًّا أمريكيًّا أكبر إلى المنطقة، بحسب الصحيفة.
وقالت إن "كوريا الشمالية كانت زودت روسيا بالفعل بأكثر من 10 آلاف حاوية من الذخائر، في انتهاك صارخ لعقوبات الأمم المتحدة، بينما منعت روسيا تمديد عمل لجنة الأمم المتحدة المعنية بمراقبة هذه الانتهاكات؛ ما يشير إلى تحول نحو الانخراط بشكل علني أكبر في التجارة المحظورة مع كوريا الشمالية".
"وبالإضافة إلى التعاون العسكري، يستكشف البلدان تعزيز العلاقات الاقتصادية، بما في ذلك استقطاب العمالة الكورية الشمالية في روسيا".
أخبار ذات صلة
بوتين من كوريا الشمالية: روسيا تحارب الهيمنة الأمريكية
وبالنسبة لكيم جونغ أون، توفر الشراكة مع روسيا فوائد اقتصادية، ودعمًا لبرنامج البلاد الفضائي، وثقلًا موازنًا للنفوذ الأمريكي.
ومن المتوقع أن تعزز الزيارة العلاقات العسكرية أيضًا، إذ تسعى كوريا الشمالية للحصول على الخبرة الروسية لتطوير برامجها للأسلحة والأقمار الصناعية.
وقد تتطلع بيونغ يانغ أيضًا إلى روسيا للحصول على النفط والحبوب بأسعار مخفضة، فضلًا عن تعزيز السياحة.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن روسيا يبدو أنها مستعدة للمساعدة في برنامج الأقمار الصناعية لكوريا الشمالية رغم التبعات المحتملة لا سيما على استقرار المنطقة.
أخبار ذات صلة
من كوريا الشمالية.. بوتين وكيم يبحثان "تطوير العلاقات" (فيديو)
وأضافت أن "القوى الغربية من جهتها ينتابها القلق من تداعيات تعزيز القدرات الكورية الشمالية، فقد تحدث المسؤولون الأمريكيون مرارًا عن مساعي بيونغ يانغ للحصول على تقنيات عسكرية مختلفة من موسكو، فيما تم العثور بالفعل على حطام الصواريخ الكورية الشمالية في أوكرانيا؛ ما يشير إلى استخدامها النشط في الحرب".
وأردفت: "مع ذلك، ربما تكون روسيا حذرة بشأن نقل تكنولوجيا الصواريخ البالستية العابرة للقارات المتقدمة إلى كوريا الشمالية، حرصًا على عدم إثارة غضب حلفائها خاصة الصين".
ورأت الصحيفة أن "موسكو يبقى لديها حافز لتعزيز قدرات كوريا الشمالية الإنتاجية للذخائر، التي تعتبر ضرورية لمجهودها الحربي".
أخبار ذات صلة
البيت الأبيض: روسيا أطلقت صواريخ من كوريا الشمالية على أوكرانيا
ورأت الصحيفة أن مبيعات بيونغ يانغ للأسلحة "تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي للولايات المتحدة، ورغم ذلك فإن قدرة واشنطن على فرض عقوبات يعرقلها الدعم الصيني والروسي لكوريا الشمالية".
ونقلت عن العقيد السابق في القوات الخاصة بالجيش الأمريكي ديفيد ماكسويل، الذي يتمتع بخبرة واسعة في آسيا، قوله إن "الصراعات، مثل الحروب في أوكرانيا وغزة، أدت إلى استنزاف الموارد الأمريكية، ما قد يترك الولايات المتحدة غير مستعدة لمعالجة التهديد المتزايد من كوريا الشمالية".
وقال ماكسويل: "لا يمكننا أن نفترض أن روسيا سوف تتصرف على الإطلاق بما يتماشى مع المصالح الأمريكية. في الواقع، قد يكون بوتين راضيًا عن السماح لكوريا الشمالية بخلق مزيد من المشاكل والمعضلات للولايات المتحدة"، بحسب تعبيره.