الارشيف / عرب وعالم

هل تغيّر باريس سياساتها تجاه أوكرانيا بعد الانتخابات؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 03:03 مساءً - قال تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة في فرنسا تحظى بمتابعة موسكو التي لا تخفي أملها في فوز اليمين المتطرف، لكن التقرير أكد أنه من غير المرجح حدوث تغييرات كبرى في السياسات الفرنسية تجاه الملف الروسي الأوكراني.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك جهتين سياسيتين في فرنسا تؤيدان موسكو، هما التجمع الوطني اليميني المتطرف وحزب "فرنسا الأبية" من أقصى اليسار، لكنها استبعدت أن يكون هناك تغير حقيقي في السياسات الفرنسية تجاه دعم أوكرانيا.

علاقات وثيقة

وتحتفظ مارين لوبان، ابنة مؤسس التجمع الوطني، التي استقبلها فلاديمير بوتين في عام 2017، بعلاقات وثيقة منذ فترة طويلة مع موسكو، التي قدمت التمويل للحزب، لا سيما في شكل قرض عام 2014.

ووفق التقرير الفرنسي يقول جوردان بارديلا زعيم الحزب اليميني المتطرف إنه يريد مواصلة دعم كييف، لكنه يصر قبل كل شيء على "الخطوط الحمراء" لتجنب أي تصعيد مع موسكو، حيث تظل "التوجهات الموالية لروسيا أساسية بالنسبة للحزب".

وفي الكرملين، أشار دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إلى أن بلاده تتابع عن كثب "ديناميكيات الأحزاب اليمينية التي تكتسب شعبية"، في أوروبا وفرنسا.

ويشرح التقرير أن السلطات الروسية ترى في إيمانويل ماكرون "رأس الحربة" المناهض لروسيا داخل النادي الأوروبي، وتعتبر أنه زاد من ضبابية موقفه وأصبح محور كل الانتقادات، لكن ذلك لا يمنع من أن "الاضطرابات السياسية في فرنسا تمر تحت الرادار الروسي" وفق تعبيره.

وتقول ناتاليا لابينا، المتخصصة في السياسة الفرنسية في معهد العلوم الاجتماعية، إن "التمركز حول الذات أصبح واضحًا في كل قرارات ماكرون" مشيرة إلى انتقادات تطاله مع المستشار الألماني أولاف شولتس بعد انتخابات البرلمان الأوروبي.

أخبار جيدة

وأشارت "لوفيغارو" إلى ما قاله مكسيم يوسين، كاتب العمود في صحيفة "كوميرسانت" حين صرح بأن "الأحداث في فرنسا تعد أخبارًا جيدة لموسكو". ووفق يوسين فإنه "في المستقبل القريب، لن يكون الرئيس الفرنسي قادرًا على تخصيص الدعم لأوكرانيا أو إنشاء تحالف مناهض لروسيا، كما عمل بنشاط في الأشهر الأخيرة" بحسب تعبيره.

ومن جانبه يقول عالم السياسة نيكولاي توبورنين، مدير مركز المعلومات الأوروبي والأستاذ المشارك في جامعة ستانفورد: "يتساءل الفرنسيون لماذا يستمرون في تخصيص المليارات لكييف، في حين لا يحدث شيء، والحرب مستمرة، والناس يموتون ويتم إهدار أموال دافعي الضرائب" وفق قوله.

ويرحب هذا المتخصص بأن "الخط السياسي (لحزب التجمع الوطني) بعيد جدًّا عن خط ماكرون الذي يخطط حتى لإرسال قوات إلى أوكرانيا" مضيفًا أن "لدى لوبان وبارديلا فكرة جمع الطرفين في محادثات السلام وعدم تزويد أوكرانيا بوسائل الحرب الدائمة".

Advertisements