الارشيف / عرب وعالم

"للذكور فقط".. متحف بريطاني يمنع النساء من مشاهدة قناع أفريقي

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 07:14 صباحاً - قرر "متحف بيت ريفرز" التابع لجامعة "أكسفورد" البريطانية، عدم عرض قناع أفريقي، لأن الثقافة التي صنعته تمنع النساء من مشاهدته، وفق ما ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية.

وبحسب الصحيفة، يعد قرار المتحف جزءًا من سياسات جديدة لصالح "السلامة الثقافية".

كما أزال المتحف الصور الموجودة على الإنترنت للقناع الذي صنعه شعب الإيغبو في نيجيريا، وكان سيستخدم في الأصل بطقوس مخصصة للذكور فقط.

وتعد الأقنعة جزءًا أساسيًا من ثقافة الإيغبو، وبعض الطقوس التنكرية التي يقوم بها الرجال الذين يرتدون الأشياء الاحتفالية تكون مخصصة للذكور فقط، ويتم تنفيذها سرًا بعيدًا عن المتفرجات.

وتأتي السياسة الجديدة جزءا من "عملية إنهاء الاستعمار" في المتحف التي تهدف إلى التعامل مع مجموعة من المقتنيات التي "ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتوسع الإمبراطوري البريطاني".

ويشير تحذير منشور عبر الإنترنت لقاعدة بيانات مجموعة مقتنيات المتحف إلى أن قناع الإيغبو "قد يكون حساسًا من الناحية الثقافية" و"لا يُستخدم عادةً في سياقات عامة أو مجتمعية معينة".

ويحمل القناع الخشبي ملصق "يجب ألا تراه النساء"، وهو غير معروض، ولا توجد به صور متاحة للعرض عبر الإنترنت.

من معروضات المتحفتلغراف

وتنص مجموعة من السياسات التي تمت صياغتها في عام 2024 على أنه يجب إضافة التحذيرات إلى قاعدة بيانات المتحف للأشياء التي يمكن أن تكون "حساسة ثقافيًا"، كما ويجب إخفاء العناصر الحساسة بشكل خاص عن الأنظار.

وظلت العناصر الأخرى المخصصة تقليديًا للرجال، بما في ذلك قناع من بابوا غينيا الجديدة، معروضة، ولكن تم تصنيفها على أنها "حساسة" ولا تظهر صورها على موقع المتحف الإلكتروني.

وينص التحذير الخاص بالمجموعة بشكل عام على ما يلي، "في متحف بيت ريفرز، نأخذ السلامة الثقافية على محمل الجد. نحن نهدف إلى إبقاء الجميع على اطلاع من خلال تقديم إشعار يتضمن نصيحة ثقافية."

وقال متحدث باسم "متحف بيت ريفرز"، الذي يحتوي على المجموعات الأنثروبولوجية والأثرية بجامعة أكسفورد، إنه يعمل مع مجموعات في جميع أنحاء العالم يتم تمثيل قطعها الأثرية ضمن مجموعة المتحف، لضمان عرضها بشكل انتقائي.

تلغراف

من معروضات المتحفتلغراف

ويمكن أن يتم تقييد الأشياء الأخرى على أساس الجنس في المستقبل، لكن المتحف أفاد بأن "هذه القيود تشير فقط إلى عدد صغير من الأشياء التي تلقينا فيها طلبات محددة من المجتمعات. هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، ونحن حريصون على العمل مع المجتمعات المحلية لرعاية هذه الأشياء".

وبدورها، أثارت روث ميلينغتون، الناقدة الفنية والمؤلفة، مخاوف من قرار المتحف، وقالت إن "حرمان جميع النساء من رؤية شيء ما لأنه من المحرمات في ثقافة معينة يبدو موقفا متطرفا، خاصة أن هذا البلد مجتمع حديث وليبرالي ومستنير".

واضافت ميلينغتون أنه "بالتأكيد يجب إعطاء المرأة الحق في أن تقرر، بعد الاطلاع على أي حساسيات ثقافية، ما إذا كانت ترغب في النظر إلى القطعة الأثرية أم لا. وعندما يتعلق الأمر بالفن، يجب أن نتمتع جميعًا بحقوق متساوية في رؤية ما نرغب برؤيته بغض النظر عن الجنس".

Advertisements