الارشيف / عرب وعالم

محللون: رسائل المبعوث الأمريكي لحزب الله محاطة بحوافز وتحذيرات

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 10:18 مساءً - قال محللون سياسيون لبنانيون، إن زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان، آموس هوكشتاين، قادمًا من تل أبيب، تحمل "الحل" المحاط بالحوافز والتحذيرات، لمنع اتساع المواجهة واندلاع حرب بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل.

وتناول محللون في تصريحات لـ"الخليج الان"، التحذير الذي جاء به هوكشتاين إلى حزب الله، بضرورة وضع حد لصواريخ الميليشيا تجاه المستوطنات الشمالية الواقعة جنوب لبنان، وأن الحرب بديل قائم لحماية تلك المستوطنات في حال فشل الحوار، وهو التحذير "المغلف" بقصف عمق لبنان حتى البقاع ومنطقة الهرمل الحدودية مع سوريا.

مفاوضات سرية

وبحسب المحللين، فإن هناك "حلًا" أمريكيًا، في إطار مفاوضات سرية عبر وسطاء من جانب طهران وواشنطن، والحل محاط بحوافز لميليشيا حزب الله مع إهداء الأخير، وضعية "التغني" بإنجاز "انتصار" في حال الالتزام بالتهدئة.

ووصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان، آموس هوكشتاين، إلى بيروت اليوم الثلاثاء، في زيارة طارئة غير محددة المدة، يلتقي فيها كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، قادمًا من تل أبيب. وهي الزيارة الرابعة للمنطقة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقدم أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية، خالد العزي، بعض المعطيات التي تحيط بمهمة المبعوث الأمريكي هوكشتاين ما بين بيروت وتل أبيب، تتعلق بإمكانية التوصل إلى تهدئة من عدمها، تدور ما بين وجود تعنت واضح من جانب حزب الله الذي يربط عمليات إطلاق الصواريخ ضد المستعمرات الشمالية الإسرائيلية بالتهدئة في غزة، يقابلها الرسالة الأمريكية الواضحة التي مفادها أن إسرائيل ستمارس "التهدئة" على طريقتها، وتجبر حزب الله على الانسحاب من المناطق التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 1701.

الدفاع عن المستعمرات الشمالية

وأضاف العزي أنها نفس الرسالة التي ظهرت في اجتماع هوكشتاين مع عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، الذي تحدث عن الاضطرار للدفاع عن المستعمرات الشمالية، مع الإشارة إلى أنه في حالة عدم حماية تلك المستعمرات عبر الحوار، ستكون حمايتها بالحرب.

ويقول العزي لـ"الخليج الان"، إنه في ظل "الصرخة العالية" المحيطة بهذه الأزمة، يبقى هناك نوع من التفاوض السري الذي لم يعلن عنه، يتم عبر الوسطاء المعنيين ببعث الرسائل ما بين إيران والولايات المتحدة، بحمل بعضها مطالبة واشنطن لميليشيا حزب الله، بإعادة تموضع يقتضي بانسحاب الحزب إلى 7 كم بدلاً من 16 كم خارج 1701، مع تقديم الولايات المتحدة حوافز لحزب الله مع إعطاء الأخير وضعية "التغني" بإنجاز "نصر" إذا قام بتهدئة الأوضاع.

هوكشتاين ينقل تحذيرات

وأرجع العزي الأزمة بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل إلى عدم القدرة على التوصل لاتفاق نهائي مع حماس، بما تعمل عليه إيران في ظل مطالبة الولايات المتحدة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولعب دور أساسي في ملفات بعد انتهاء الحرب في غزة.

من جانبه، أكد المحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، أن الزيارة التي بدأها المبعوث الأمريكي، لا تحمل حتى الآن أطروحات جديدة فيما يتعلق بأي حل لترسيم الحدود "المعلق"، في انتظار تهدئة الجبهة الجنوبية.

ولفت إلى أن هوكشتاين ينقل تحذيرات تتعلق بالوضع الميداني، في ظل مجاهرة الإسرائيليين بعدم الصمت على وجود خطر حزب الله الذي يهدد من يعيشون في المستوطنات الشمالية.

وقال العاقوري لـ"الخليج الان"، إن هوكشتاين يحمل في زيارته إلى بيروت خيارين، إما انسحاب حزب الله إلى ما بعد جنوب نهر الليطاني، وبالتالي العودة إلى تطبيق جدي لمسألة القرار 1701 حتى لا يلتف حوله حزب الله من خلال مجموعات "أخضر بلا حدود" وغيرها، أو الحل الآخر، وهو تصعيد المواجهة.

وضع "خطير" على الجبهة

وأوضح العاقوري، أن الوضع على "الجبهة" خطير للغاية ومفتوح على كل الخيارات، فضلاً عن أن كافة المسائل السياسية "معلقة"، ولكن رسالة التحذير التي يحملها المبعوث هذه المرة، محاطة بمحاولة لخلق إيجابيات تفيد مرشحه في المعركة الانتخابية الرئاسية بالولايات المتحدة، الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، بمنع هذا التصعيد.

وشدد العاقوري على أن لبنان لا يحتمل الوضع القائم اليوم أو توسيع الضربات ووصولها إلى حرب لكن القرار ليس بيديه، والقرار بيد إيران عبر حزب الله الذي تبرع بفتح جبهة الجنوب مع إسرائيل في 8 أكتوبر تحت شعارات "واهية" كنصرة غزة وردع إسرائيل.

Advertisements