18 يونيو 2024, 6:12 م
تتكرر المشاهد في كل مناسبة، لعيد الأضحى النصيب الأكبر منها، لكنها ليست حكرًا عليه، هروب الأضاحي وتهديد الثيران النزقة الهائجة للمارة والعربات، صورة عنوانها رعب ممزوج بالضحك أحيانًا.
وفي عرض الأمثلة يمكن للصور أن تتلكم، فهذا الوحش الذي قطع طريقًا رئيسًا في مصر بأول أيام عيد الأضحى، لم يكن سوى مثال من ضمن عشرات الأمثلة لأصحاب المواشي الذين يفشلون في نقل أضحيتهم من مكان لآخر، فتغدو النتيجة تهشيمًا للسيارات وقطعًا للطرق واقتحامًا للمحال، كصيدلي وجد مريضه ثورًا هائجًا اقتحم مكان عمله فجأة قبل سنوات في مصر، وإن لم تكن الضحية مادة أو بشرًا، فيمكن للإهمال في التعامل مع الأضاحي أن يجعل منها ضحية بحق، ولهذا العجل الذي سقط من الطابق الرابع في أحد الأبنية بمصر عام 2023 دليل على أن ذبح الأضحية أمام الجموع الغفيرة ونقلها بطرق خاطئة من مكان لآخر، أو رفعها لأسطح العمارات بواسطة رافعات على هذه الشاكلة، لا تمثل سوى أساليب تجر معها ألف إشارة استفهام عن انعدام وجود رقيب لهذه الممارسات بحق الأضاحي، التي يُفترض أن يُخصص مكان لذبحها أو ربطها بأمان قبيل العيد وفي أوقات التضحية بها.
وإن كان لمصر نصيب الأسد من الحالات التي نمر بها عبر وسائل التواصل، فإن دولًا عربية كثيرة سجلت حالات مشابهة، ففي عام 2013 على سبيل المثال، شهدت بعض شوارع قطاع غزة عمليات "كر وفر" بين السكان وعدد من الماشية، ما تسبب بإصابة قرابة 200 فلسطيني وفق وزارة الصحة هناك، بينما شهد هذا العيد أكثر من حالة في السعودية كانت لثيران أفلتت من أصحابها واقتحمت الشوارع والنتيجة كانت أضرارًا بالجملة كالعادة، فمن ذا يجد حلًا لظاهرة تزامنت مع عيد الفرج والبهجة، لتحوله عيدًا للخسائر والفوضى؟