الارشيف / عرب وعالم

أزعجت أمريكا.. ما سر زيارة بوتين لكوريا الشمالية؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 06:03 مساءً - تاريخ النشر: 

18 يونيو 2024, 2:34 م

بين الزيارتين 24 عاما، وكثير من الأسرار التي تختزن و"تختزل" تطورات وأطوارا من التقلبات السياسية التي جعلت البلدين يتصديان بكل قوة وإصرار لـ"الهيمنة الغربية".

بوتين في كوريا الشمالية، استقبال يليق باسم رجلين مهمين، تجمعهما المنفعة المتبادلة الآن في صداقة حذرة، يريد بوتين منها إثبات أنه قادر على تشكيل العلاقات الدولية وتبادل التجارة والنهوض بالاقتصاد، وتأمين مستلزمات الحرب والإبقاء على علاقات موسكو قوية في أكثر من جانب، حتى مع وابل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وعلى كوريا الشمالية أيضا؛ فهذان البلدان هما الأكثر تعرضا للعقوبات الغربية في العالم، وهذا اللقاء ليس سوى انعكاس لعزلة هذين الزعيمين.

زودت كوريا الشمالية روسيا بخمسة ملايين قذيفة مدفعية أخيرا، هذه معطيات تقرير وكالة بلومبيرغ، نفت موسكو وكوريا هذا الكلام، لكنهما من الصعب أن ينفيا نية التعاون العسكري بين البلدين، وما خفي عن عمليات نقل أسلحة بين موسكو وبيونع يانغ، بينما تستفيد كوريا الشمالية من موسكو عسكريا عبر تكنولوجيا خاصة، تمد موسكو بها كوريا، وتساعد الأخيرة على تطوير صواريخها الباليستية العابرة للقارات، وبهذا فإن موسكو وبيونغ يانغ شريكان منبوذان من الغرب يتشاركان التجارة، ويجمعهما الازدراء الشديد من العقوبات الغربية.

لطالما حاول بوتين منذ حرب أوكرانيا أن يثبت للغرب بأنه قادر، اتخذ موقفا ناقدا للحرب في غزة، ووطد علاقته بالصين، زار كوريا الشمالية بعد عام من استقبال زعيمها في موسكو، حتى إيران فإن لم تكن صديقة حاليا فهي ليست عدوة، كما أنه تم رصد حركة طائرات نقل جوي من إيران إلى روسيا أكثر من مرة منذ بدء الحرب الأوكرانية، شحذ التعاطف بلغة الدبلوماسية في كل مناسبة من شأنها أن تحتج على عقوبات الغرب، وإن حضور رئيس زيمبابوي في المنتدى الاقتصادي أخيرا في سان بطرسبرج لم يكن صدفة، طالما أنها دولة إفريقية تجرعت مرارة العقوبات الأمريكية، والأمثلة كثيرة.

إن كوريا الشمالية "رفيق سلاح لا يقهر" لروسيا، كلام كيم واضح، ونية بوتين أكثر وضوحا، تحالف يزيد قلق الغرب، وقد يخرج قريبا بشراكات استراتيجية تُبقي عقوبات أمريكا وحلفائها كلامًا على ورق.

Advertisements

قد تقرأ أيضا