محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 06:03 مساءً - في تطور لافت، اتهم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الولايات المتحدة بمحاولة "خداع" بلاده لحملها على غزو تايوان، وفقاً لموقع "بزنس إنسايدر" الأمريكي.
يأتي ذلك وسط تصاعد التوتر بين البلدين بشأن قضية تايوان.
ووفقًا للموقع، وجه شي جين بينغ الاتهام خلال اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في أبريل من العام الماضي، وبحسب ما ورد، ادعى الرئيس الصيني أن الولايات المتحدة حاولت استفزاز بلاده لدفعها إلى القيام بعمل عسكري ضد تايوان، لكنه قال إن بلاده "لن تبتلع الطعم"، بحسب تعبيره.
وهذه هي المرة الأولى المعروفة التي يقدم فيها "شي جين بينغ" مثل هذا الادعاء المباشر لزعيم أجنبي، رغم أنه تحدث عن هذه المزاعم في وقت سابق امام المسؤولين في بلاده، بحسب الصحيفة.
أخبار ذات صلة
"واشنطن بوست": الصين تطور قدراتها لبث الفوضى داخل الولايات المتحدة
وخلال الاجتماع، أشار الرئيس الصيني إلى أهمية تايوان البالغة بالنسبة لبلاده، مشددا في الوقت ذاته على أن بكين لن تقدم أي تنازلات بشأن قضية تايوان. غير أن الاتهام ضد الولايات المتحدة لم يتم تضمينه في البيان الصحفي الرسمي الذي صدر بعد الاجتماع.
لعقود من الزمن، حافظت الولايات المتحدة على سياسة "الغموض الاستراتيجي" في تعاملها مع تايوان، فمن ناحية، وضعت الولايات المتحدة نفسها كأقرب حليف لتايوان، حيث قدمت الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري. ومع ذلك، تجنبت عمدًا تقديم التزامات صريحة بالدفاع عن تايوان عسكريًا في حالة تعرضها لهجوم عسكري صيني.
ولكن في السنوات الأخيرة، برزت دلائل تشير إلى أن الكونغرس الأمريكي أصبح أكثر دعمًا بشكل علني لتايوان، ما يشير ربما إلى تبني موقف أمريكي أكثر حزما ووضوحا عندما يتعلق الأمر بدعم تايوان.
وفي الشهر الماضي، التقى وفد من الكونغرس الأمريكي مع كبار المسؤولين التايوانيين لمناقشة العلاقات الأمريكية التايوانية بعد أيام قليلة من إجراء الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة.
الصين من جانبها، تشعر بالقلق والدهشة بشكل متزايد من التحول الملحوظ في موقف الولايات المتحدة تجاه تايوان، والذي يبدو أنه أصبح أكثر عدوانية لبكين، ودعما لتايوان على نحو علني. فقد اعتبر كيري براون، مدير معهد "لاو تشاينا" في كينجز كوليدج في لندن، إن اتهامات "شي جين بينغ" التي تم تداولها، هي مؤشر واضح على تفاجؤ الصين وصدمتها من "عدوانية" الولايات المتحدة الأخيرة حيالها.
أخبار ذات صلة
بكين تتحدى نفوذ واشنطن.. قلق أمريكي من ميناء صيني في البيرو
بموازاة ذلك، هناك الآن شخصيات عامة أمريكية بارزة، بما في ذلك مسؤولون سابقون مثل مايك بومبيو وجون بولتون، يدعون الولايات المتحدة إلى التعامل مع تايوان وكأنها اوكرانيا جديدة، والاعتراف بها دبلوماسيًا، وهي خطوة تمثل تجاوزًا لخط أحمر كبير بالنسبة للصين التي ربما تشعر بالحاجة الماسة لاتخاذ اجراءات ضده.
ومن الواضح أن الصين تشعر بالقلق إزاء التصلب الواضح في الموقف الأمريكي تجاه مسألة تايوان، والذي تعتبره تحديًا خطيرًا لمطالباتها الإقليمية والسيادية الأساسية، ويمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوتر بين القوتين العظميين.
وخلال اجتماع عقد مؤخراً، حذر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، صراحة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من تجاوز "الخطوط الحمراء" للصين بشأن قضايا السيادة والأمن والمصالح التنموية - في إشارة واضحة إلى قضية تايوان، بينما يرى بعض المراقبين ان الصين تأمل من وراء شكواها هذه، أن يقوم الحلفاء الغربيون الآخرون "بتهدئة الولايات المتحدة" ومنعها من اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية يمكن اعتبارها تجاوزاً للخطوط الحمراء الصينية.
ولكن يشكك المراقبون في ان هذا النهج سيكون له أي تأثير حقيقي، لا سيما في ظل التقارير التي تفيد بأن الجيش الأمريكي يخطط لنشر آلاف الطائرات المسيرة لمساعدة تايوان في حال حدوث الغزو الصيني لأراضيها.
خلاصة القول، فان قلق الصين إزاء التصلب الملحوظ في الموقف الأمريكي بشأن تايوان، يدفع بها الى محاولة استخدام الضغط الدبلوماسي ومناشدة الحلفاء الغربيين لمحاولة كبح جماح ما تعتبره تحولاً عدوانيًا خطيرًا في السياسة الأمريكية تجاهها.