الارشيف / عرب وعالم

محللون: "النزعة الانتقامية" تسيطر على مجلس السيادة السوداني

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 01:19 مساءً - اعتبر محللون أن "العقلية الانتقامية والنزعة العسكرية والإيمان بالحلول العسكرية باستخدام المدفع والصاروخ" هي المنهج السائد الذي يسيطر على مجلس السيادة السوداني.

وعبر المحللون عن استغرابهم من هذه النزعة لدى المجلس الذي قالوا إنه من المفترض أن يمثل محورًا سياسيًّا له أدوات متعددة من ضمنها القوة العسكرية وليس العكس.

ويأتي ذلك في ظل إعلان قيادة المجلس السيادي وقيادات الجيش السوداني في أول أيام عيد الأضحى أن استمرار الحرب والقتل والدمار هو السبيل الوحيد للحفاظ على السودان وحياة السودانيين.

ويترافق ذلك مع استمرار المأساة التي يعيشها الشعب السوداني منذ أكثر من عام على جميع الصعد وازدياد أعداد القتلى والمصابين يوميًّا ونزوح وتشريد ملايين الأبرياء في البلاد.

سودانيون ينتظرون الحصول على وجبة طعام في أم درمانرويترز

ورغم مرور عام على الحرب الدائرة في السودان دون أن تفضي إلى أي حل على الأرض أو مكاسب حقيقية لأي طرف، صرح الفريق ياسر العطا، مساعد قائد الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، بالقول إن "الحديث عن التفاوض مرفوض، وإن قيادة الجيش تعمل على دحر هذا الكابوس"، المتمثل بقوات الدعم السريع، على حد وصفه.

ومنذ فجر أمس الاثنين، وفي مناطق متعددة في محيط العاصمة السودانية الخرطوم، تدور معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يستخدم فيها الجيش السوداني، بحسب تصريحات قياديين فيه، المدفعية الثقيلة التي استهدفت الأحياء السكنية والمدنيين.

وأكد مراقبون أن الحروب واستمرار استخدام الآلة العسكرية بعيدًا عن السياسة والتفاوض، لم تفض عبر التاريخ إلى أي حل للصراعات والأزمات.

وبحسب المحللين، فإن تحقيق الأهداف الإستراتيجية في الصراعات لا يتم إلا من خلال عمليات التفاوض واستخدام الأدوات السياسية التي تخدمها الأداة العسكرية.

وكانت مصادر إخبارية ذكرت أن قوات الجيش السوداني قامت بقصف مواقع في شمال مدينة أم درمان تضم تجمعات مختلفة لقوات الدعم السريع في العاصمة بصورة متتالية.

وأشارت إلى أن الهجمات في محيط أحياء منطقة أم بدة وسوق ليبيا غربي مدينة أم درمان نتج عنها مقتل أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء.

وكشفت تقارير إعلامية عن استخدام الجيش السوداني الحرائق كسلاح حرب في السودان، حيث أظهرت صور أقمار اصطناعية أن مئات البلدات والقرى تم تدميرها بالكامل جراء حرائق مفتعلة، وأن أكثر من 50 قرية أُحرقت بشكل متكرر في إقليم دارفور؛ ما يشير إلى وجود نية للتهجير القسري وارتكاب جرائم حرب.

نازحون سودانيون فروا من العنف

نازحون سودانيون فروا من العنفرويترز

ويحذر المحللون من تفاقم معاناة السودانيين الأبرياء في ظل استمرار مجلس السيادة وقيادات الجيش رفض التفاوض مع الطرف الآخر في الحرب المتمثل بقوات الدعم السريع، للوصول إلى تسويات سياسية من شأنها أن تبعث الأمل في نفوس السودانيين الذين يعانون ويلات الحرب نتيجة تعنت قادتها.

وفي الوقت الذي دعت فيه قوات الدعم السريع على لسان قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن استعدادها لدعم جميع المبادرات الإقليمية التي تهدف إلى تحقيق السلام الشامل واستعادة المسار الديمقراطي في السودان، أكد البرهان، في تهنئته بمناسبة عيد الأضحى، أنه يسعى إلى "تحقيق النصر الكامل في معركة الكرامة" رافضًا أي حديث عن هدن أو مفاوضات، ومؤمنًا باستبدالها بالمدفعية والسلاح.

Advertisements