محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 10:10 مساءً - تسعى إسرائيل بمؤسساتها الأمنية والعسكرية إلى البحث عن أهداف مهمة أخرى بعد انقضاء عمليتها العسكرية في رفح، جنوبي غزة، وسط ترجيحات أن تلجأ إلى تكتيكات جديدة يمكن من خلالها إطالة أمد الحرب، والتهرب من مطالبات وقفها، حسبما يرى محللون.
وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن من المتوقع أن يُنهي الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في المدينة بعد أسبوعين، وأن إسرائيل بحاجة لصفقة مع حركة حماس من أجل وقف التصعيد العسكري مع لبنان.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان)، فإن "القيادة الإسرائيلية ستقرر الخطوة التالية بعد عملية رفح، في حال لم تنجح صفقة تبادل أسرى ورهائن في وقف إطلاق النار في القطاع"، وهو ما يعني البحث عن أهداف أخرى.
وقال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن "الجيش الإسرائيلي عقب انتهاء عمليته العسكرية في رفح سيعمل على اتباع تكتيكات عسكرية جديدة في حربه على غزة"، لافتاً إلى أن الهدف الأساس من ذلك إطالة أمد الحرب.
وأوضح الشرقاوي، لـ"الخليج الان"، أن "التكتيكات الجديدة ستتركز على تنفيذ مناورات هجومية في مناطق متفرقة من القطاع، وتحديداً وسطه، الذي لم تُنفذ فيه إلا عمليات عسكرية محدودة، خاصة مخيمي النصيرات والبريج".
وأشار إلى أن "التكتيك الآخر يتمثل في العمل على توسيع المنطقة العازلة بما يشمل مختلف المناطق شمال وشرق غزة، إضافة إلى محور فيلادلفيا جنوباً، وهو المحور الذي لن تنسحب منه إسرائيل حتى لو أوقفت عملياتها العسكرية في رفح".
وبين أن "إسرائيل مضطرة للبحث عن أهداف جديدة والتحرك عسكرياً في مناطق جديدة أو مناطق سبق ونفذت داخلها عمليات عسكرية"، مشيراً إلى أن ذلك سيكون في إطار حرب استنزاف ضد حركة حماس.
وأضاف: "من دون ذلك، لن تتمكن إسرائيل من الاستمرار باحتلال قطاع غزة، وستواجه ضغوطاً داخلية وخارجيه من أجل سحب قواتها، وهو الأمر الذي لا ترغب فيه القوى اليمينية في الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو".
وحسب الشرقاوي، فإنه "يمكن لإسرائيل التحرك عسكرياً ضد مدينة دير البلح على اعتبار أنها المدينة الوحيدة التي لم ينفذ أي هجوم بري ضدها"، مؤكداً أن عملية عسكرية من هذا النوع ستكون محدودة وسريعة.
لا أهداف واضحة
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن "الجيش الإسرائيلي لا يمتلك أهدافاً عسكرية واضحة عقب إنهاء عمليته العسكرية في رفح"، لافتاً إلى أن وقف العملية من دون الإعلان عن أهداف جديدة سيكون بمثابة فشل أمني وعسكري ذريع.
وأوضح جعارة، لـ"الخليج الان"، أن "هذا الفشل سيكون مصحوباً بعدم تمكن الجيش الإسرائيلي من الإفراج عن أي من الرهائن والمحتجزين في غزة، ما يعني أنه سيواجه انتقادات لاذعة أكبر وأشد من التي تعرض لها عقب أحداث السابع من أكتوبر".
وأضاف: "عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تحديد أهداف جديدة وإطلاق عملية عسكرية أخرى، يعني فشله في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، وسيعرضه ذلك لضغوط إقليمية ودولية من أجل وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع".
وتابع: "بتقديري قادة الجيش يسعون في الوقت الراهن لإقناع القادة السياسيين بضرورة التوصل لاتفاق مع حماس يؤدي لوقف القتال في غزة قبل الانتهاء من عملية رفح"، مؤكداً أن ذلك يمثل الخيار الأمثل بالنسبة للجيش الإسرائيلي.
ووفق المحلل السياسي، فإن "من المرجح أن تتعاطى إسرائيل بإيجابية غير مسبوقة خلال مفاوضات التهدئة، وتقدم مرونة عالية للتوصل لاتفاق مع حماس"، مبيناً أن ذلك يظهر في التصريحات الأخيرة للقادة السياسيين والعسكريين.