الارشيف / عرب وعالم

إعفاء الإيرانيين والعراقيين من التأشيرات.. دلالات تشغل التونسيين

محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 07:14 مساءً - أثار قرار السلطات التونسية إعفاء مواطني العراق وإيران من تأشيرات الدخول، جدلا داخل الشارع بسبب دلالاته، ولاسيما أنه جاء بعد أيام من زيارة الرئيس قيس سعيد إلى طهران لتقديم العزاء في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي الذي قضى في تحطم طائرته.

وأعلنت وزارة الخارجية التونسية في بيان أنها "قررت إلغاء تأشيرة الدخول إلى تونس بالنسبة لحاملي جوازات السفر الإيرانية العادية، بداية من 15 يونيو/حزيران الجاري".

وأشارت الوزارة إلى أنها: "قررت إلغاء تأشيرة الدخول إلى تونس بالنسبة لحاملي جوازات السفر العراقية العادية في إطار السياحة التي لا تتجاوز 15 يومًا، ولمرّة واحدة كل 180 يومًا، شريطة الاستظهار بحجز فندقي مسبّق ومؤكد مع تذكرة عودة، وذلك بداية من يوم 15 حزيران/يونيو 2024".

وعلق المحلل السياسي التونسي هشام الحاجي على هذا القرار بالقول إن: "قرار إعفاء الأشقاء العراقيين والإيرانيين من تأشيرة الدخول إلى التراب التونسي قد تحول إلى مادة للجدل السياسي؛ وهو ما من شأنه أن يحول دون تنزيله في سياقه المبدئي، وأيضا ضمن توجهات الدولة التونسية".

وأوضح الحاجي لـ "الخليج الان" أن: "هناك سلطات أمنية تملك معطيات التقييم ولا أعتقد أنها لا تدرك المصلحة التونسية".

وتابع أنه: "منذ أيام اتخذت السلطات الإيرانية قرار إعفاء المواطنين التونسيين من تأشيرة الدخول إلى التراب الإيراني ومن المنطق بالتالي أن تتخذ السلطات التونسية إجراء مماثلا".

وأنهى الحاجي حديثه بالقول إن: "الأشقاء في العراق وإيران مرحب بهم في تونس وكل ما نتطلع إليه المزيد من تطوير التبادل السياحي والاقتصادي والثقافي بين تونس والعراق وإيران".

وكان الرئيس قيس سعيد أول رئيس تونسي يلتقي المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قبل أيام على هامش زيارته إلى طهران.

وقال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إن: "المخاوف التي عبر عنها كثيرون من انقسامات دينية أو طائفية في تونس ربما لها مبرر وهو ما رأيناه في بعض الدول العربية بعد اتخاذ قرارات مماثلة لكن لا أعتقد أن هذا القرار سيكون له تداعيات مماثلة في تونس".

وبين العبيدي لـ "الخليج الان" أن: "القرار في اعتقادي تم اتخاذه بشكل مدروس ولا أعتقد أن السلطات الأمنية ستكون غافلة عن أي محاولة للمساس بالاستقرار في تونس، لذلك لا يجب إخراج هذا القرار من سياقه العام وهو محاولات تونس جلب السياح وتعزيز شراكاتها الخارجية بشكل يسمح لها بتعبئة موارد في خضم أزمتها".

وحول ما إذا كانت هذه الخطوة قد تعني اصطفاف تونس خلف إيران وروسيا والصين، وهو ما حذرت منه تقارير غربية، قال العبيدي: "أستبعد ذلك لأن الدبلوماسية التونسية اختارت دائما الحياد وليس من السهل استبدال محور بآخر".

Advertisements