الارشيف / عرب وعالم

استمرار إغلاق معبر رفح يُفاقم معاناة الغزيين‎

محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 09:03 صباحاً - يفاقم استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي معاناة السكان المدنيين في غزة، وتسبب القرار في شل حياة أهالي القطاع وحرمان الجرحى من استكمال علاجهم أو استكمال الطلّاب والموظفين دراستهم وعملهم.

ويدخل إغلاق معبر رفح البري الشهر الثاني على التوالي بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بإعادة احتلاله واقتحامه بالدبابات والآليات العسكرية وسط إطلاق نار كثيف معلنًا السيطرة عليه بشكلٍ كامل بالتزامن مع إعلانه إعادة السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر بدعوى منع وصول أي دعم خارجي عسكري ومالي لحركة "حماس" في غزة.

جريمة حرب

ووصفت تقارير أممية إغلاق معبر رفح البري، المنفذ الوحيد لأكثر من 2 مليون فلسطيني، بأنه جريمة حرب بما يمثله هذا الإغلاق من ازدياد حجم الخسائر البشرية وارتفاع حدة الأزمات الإنسانية ونقص الغذاء والدواء.

وقال الخبير في القانون الدولي الإنساني يحيى محارب إن قرار حرمان قرابة 2.5 مليون إنسان جلهم من المدنيين من حقهم في الحركة والتنقل من أجل العلاج والتعليم والهروب من الحروب وغيرها يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان بما يترتب عليها من تبعات كارثية.

أخبار ذات صلة

واشنطن بوست: المرضى والمدنيون أبرز ضحايا إغلاق معبر رفح

وأضاف محارب في حديث لـ "الخليج الان" أن هناك عشرات الآلاف ممن تضرروا من الحرب الإسرائيلية بشكلٍ مباشر يجري حرمانهم من العلاج بالخارج عبر السيطرة العسكرية الإسرائيلية على معبر رفح ما يعني الحكم عليهم بالإعدام بشكل غير مباشر.

وتابع أنه "لا يمكن أن تستمر هذه الممارسات والانتهاكات بحق شعب مدني كامل يعيش تحت آلة حربية فتاكة دون القدرة على اتخاذ قرار بالنزوح أو اللجوء أو تلقي العلاج أو إكمال تعليم بالخارج.

ولفت الخبير القانوني إلى أن هناك ضغوطا دولية يمارسها فريق المحامين في جنوب أفريقيا إلى جانب الدعوى لاستصدار قرار بفتح ممر إنساني آمن لجميع سكان قطاع غزة بحرية السفر عبر معبر رفح البري لأسبابهم الإنسانية المختلفة.

ورقة ضغط

ومن جهته قال الباحث في الشأن السياسي محمد دياب إن ما يمارسه الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على معبر رفح البري وإغلاقه في وجه الفلسطينيين هي ورقة ضغط إضافية يضعها على الطاولة أمام فريق التفاوض التابع لـ "حماس" من أجل مزيد من الضغط.

وأضاف دياب في حديث لـ "الخليج الان " أن إعادة احتلال معبر رفح البري ومحور فيلادلفيا يأتي ضمن إطار تحقيق أحد أهداف الحرب المتمثل في القضاء على حكم "حماس" في قطاع غزة بما تمثله هذه السيطرة من نزع للسيادة الفلسطينية.

أخبار ذات صلة

بعد شهر من اجتياحه.. سيناريوهات إدارة معبر رفح "غير واضحة"

وأوضح أن مجلس الحرب الإسرائيلي يتخذ من زيادة حجم الكوارث والأزمات الإنسانية التي فتكت بالمدنيين في قطاع غزة فرصة للضغط خلال عملية المفاوضات من أجل تحقيق أفضل الشروط، مشيرًا إلى أن اسرائيل تدخل في جولات المفاوضات من أجل كسب مزيد من الوقت يمكنها من تغيير الواقع الجيوسياسي والعسكري في قطاع غزة بما يجعله قادرًا على تحقيق أهدافه دون الحاجة إلى الجلوس مع حركة "حماس".

وتابع دياب أن "التقديرات في الأوساط الإسرائيلية تشير إلى أن حجم الضغوط على حركة "حماس" ازدادت بشكل كبير عقب السيطرة على معبر رفح ومحور فيلادلفيا، الأمر الذي حسّن من وضع المفاوض الإسرائيلي، وهو ما يجعل إسرائيل مصرّة على قرار إغلاقه أمام حجم الاحتياج الهائل له".

وأكد أنّ الغزيين يعيشون مأساة حقيقية مع وجود عشرات آلاف الجرحى ممن فقدوا الخدمات العلاجية داخل القطاع محرومين من السفر لتلقي العلاج، بالإضافة إلى عشرات الآلاف مثلهم ممن توقفت حياتهم تمامًا وفقدوا عامًا دراسيًّا من حياتهم ومن الممكن أن يفقدوا عامًا آخر، إلى جانب الآلاف ممن فقدوا مستقبلهم الوظيفي بعد أن حاصرتهم الحرب وحالت دون قدرتهم للحاق بوظائفهم بالخارج".

Advertisements