الارشيف / عرب وعالم

"عجز وتخبط".. خسائر الجيش الإسرائيلي تدفعه لمراجعة حساباته في غزة

محمد الرخا - دبي - الأحد 16 يونيو 2024 05:09 مساءً - تدفع الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، قادة الجيش لمراجعة حساباتهم بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاصة بعد عدد من العمليات المركبة التي أدت لمقتل عدد من الجنود.

وقُتل 11 جندياً إسرائيليا، أمس السبت، ثمانية منهم في تفجير ناقلة جند بمدينة رفح جنوبا، فيما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب بلغ 651 قتيلا، إضافة لآلاف المصابين.

ومن شأن ارتفاع تكلفة الخسائر البشرية بصفوف الجيش أن تدفع لاتخاذ قادته قرارات عسكرية جديدة تحول دون زيادة أعداد القتلى، أبرزها الاعتماد على الروبوتات العسكرية، وتقليص العمليات وأماكن تواجد الجنود، وفق خبراء ومحللين.

تخبط عسكري

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سامر عوض، أن "ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة يشير إلى حالة التخبط لدى قيادة الجيش فيما يتعلق بالخطط والعمليات العسكرية في مناطق القتال وتحديدا رفح".

وقال عوض، لـ"الخليج الان"، إن "قادة الجيش يسابقون الزمن من أجل إنهاء عملياتهم العسكرية بالقطاع، استعدادا لسيناريوهات المرحلة المقبلة، والمتعلقة بإمكانية التوصل لهدنة مع حركة حماس، وفتح جبهة قتال جديدة مع لبنان".

وأوضح أن "ذلك كان سببا رئيسًا في زيادة عدد القتلى بصفوف الجنود الإسرائيليين، علاوة على عدم وجود خطط واضحة للعمليات العسكرية الأخيرة"، مشيرا إلى أن ذلك سيدفع قادة الجيش لإجراء مراجعات لحساباتهم بغزة.

وأضاف: "بتقديري الجيش الإسرائيلي سيقوم بإعادة ترتيب خططه العسكرية بشأن العمليات في رفح ومختلف مناطق القطاع، كما أنه سيستعين بشكل رئيس بالوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل تقليل الخسائر البشرية".

وأشار إلى أن "من هذه الوسائل الروبوتات العسكرية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والقصف المكثف أو ما يعرف باسم الأحزمة النارية، والتي ستحدث دمارا كبيرا بمختلف المناطق"، مشددا على أن الخسائر البشرية أكثر ما يقلق قادة الجيش.

ووفق عوض، فإن "الجيش الإسرائيلي سيكون مضطرا لتقليص مساحة عملياته العسكرية التي تحتاج للعنصر البشري، وذلك من أجل تقليل الخسائر، خاصة وأن زيادة عدد القتلى يزيد من الضغوط الداخلية على القادة العسكريين والسياسيين لإنهاء الحرب والتوصل لاتفاق مع حماس".

عجز كبير

ويرى أستاذ العلوم السياسية، حسن أيوب، أن "زيادة الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي يمثل إشارة لعجز كبير في قدرات الجيش، خاصة في ظل تعدد جبهات القتال للجيش على جبهتي الضفة الغربية ولبنان".

وقال أيوب، لـ"الخليج الان"، إن "الجيش الإسرائيلي يعاني من إخفاق كبير أخيراً في استراتيجياته العملياتية والعسكرية، وهو ما سبب في رفع أعداد القتلى والجرحى في صفوفه"، مبينا أن قادة الجيش يدركون أن العمليات العسكرية لا تحقق أهدافها.

وأوضح أن "المخططات الأخيرة كانت سببا في ارتفاع الخسائر بصفوف الجيش، كما أنه من الواضح عدم وجود خطط عملياتية واضحة ومحددة في رفح، خاصة وأن الجيش ينفذ عملياته في مناطق متباعدة ومتفرقة، ولا تستمر أي عملية لوقت طويل".

وبين أن "الجيش يتصرف وكأنه في مرحلة تجريبية أو مناورة عسكرية، ولم يحسم أي مواجهة بجنوب القطاع"، مشيرا إلى أن ذات الاستراتيجية ستؤدي لخسائر أكبر في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة.

وحسب المحلل السياسي، فإن "الخلافات الداخلية بين القادة السياسيين والأمنيين والعسكريين سبب من أسباب الإخفاقات الأخيرة، إضافة لاشتعال الجبهة الشمالية مع لبنان، وعدم وجود أهداف معلنة يمكن تحقيقها من عملية رفح".

وأشار إلى أن "الجيش يعاني من حالة إرباك غير مسبوقة، الأمر الذي يضعه أمام خيارات محدودة وصعبة للغاية"، مضيفا: "بتقديري أن القادة الإسرائيليين سيبذلون جهدا لتحسين خططهم العسكرية لتقليل الخسائر البشرية قدر الإمكان".

Advertisements