محمد الرخا - دبي - الأحد 16 يونيو 2024 02:21 صباحاً - أقرت الصين اعتبارا من السبت قواعد جديدة تجيز لخفر السواحل توقيف أجانب يدخلون في بحر الصين الجنوبي لفترة تصل إلى ستين يوما بدون محاكمة، لدخولهم المياه المتنازع عليها بصورة غير قانونية، فيما تتهم الدول المجاورة، ودول مجموعة السبع بكين، بممارسة الترهيب والإكراه في المنطقة البحرية.
وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي، رغم صدور حكم قضائي في لاهاي أكد أن مزاعمها لا أساس قانونيا لها، فيما تطالب دول مجاورة عديدة بأجزاء من هذه المنطقة البحرية، من بينها الفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا وسنغافورة.
وتعزيزا لمطالبها، تنشر الصين سفنا وزوارق سريعة للقيام بدوريات في بحر الصين الجنوبي، وحولت فيه مناطق شعاب مرجانية قريبة من الفيليبين إلى جزر اصطناعية قامت بعسكرتها.
محاكمة الأجانب
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإنه بموجب التنظيمات الجديدة التي نشرتها بكين على الإنترنت ودخلت حيز التنفيذ السبت، سيكون بإمكان خفر السواحل أن يعتقلوا بدون محاكمة أجانب "يشتبه بانتهاكهم إجراءات الدخول والخروج عبر الحدود".
وتنص القواعد الجديدة على فترة اعتقال يمكن أن تصل إلى ستين يوما "للحالات المعقدة" و"إن لم تكن جنسية (الموقوفين) وهويتهم واضحتين".
وبحسب النص "يمكن بموجب القانون احتجاز السفن الأجنبية التي تدخل المياه الإقليمية الصينية والمياه المتاخمة بصفة غير قانونية".
واتهمت مانيلا خفر السواحل الصينيين باعتماد "سلوك وحشي ولاإنساني" حيال السفن الفيليبينية، ووصف الرئيس فرديناند ماركوس الشهر الماضي القواعد الجديدة بأنها تصعيد "مقلق جدا"، فيما استخدم خفر السواحل مرارا مدافع المياه ضد سفن فيليبينية في المياه المتنازع عليها.
كما وقعت حوادث تصادم بين سفن صينية وفيليبينية، أدت إلى إصابة عناصر في قوات مانيلا.
وأعلن قائد الجيش الفيليبيني الجنرال روميو براونر للصحافيين الجمعة أن السلطات الفيليبينية "تبحث عددا من التدابير التي يمكن اتخاذها لحماية صيادي السمك".
نشاطات الصيد
وأضاف أن الصيادين الفيليبينيين يجب "ألا يخشوا مواصلة نشاطات الصيد الاعتيادية في منطقتنا الاقتصادية الخالصة" مشددا على أن "من حقنا استغلال موارد المنطقة ويجب بالتالي ألا يخاف صيادونا".
من جهتها، قالت الولايات المتحدة إن "اللوائح المزعومة" تشوبها مشاكل قانونية كبيرة.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية لوكالة "فرانس برس"، إن "القانون المحلي الصيني لا ينطبق على السفن التي ترفع أعلام دول أخرى في المناطق الاقتصادية الخالصة لدول أخرى أو في أعالي البحار". وأضاف أن "التنفيذ سيكون تصعيديا للغاية وسيضر بالسلام والأمن الإقليميين".
وأكد المسؤول أن واشنطن "ترفض بشكل لا لبس فيه... المطالبات البحرية الشاملة وغير القانونية" للصين في بحر الصين الجنوبي.
وتابع المتحدث "لقد قمنا بحثّ بكين - وجميع أصحاب المطالبات - على مطابقة مطالبهم البحرية مع القانون الدولي".
انتقادات مجموعة السبع
ونددت مجموعة السبع خلال قمتها التي اختتمت الجمعة في جنوب إيطاليا بما وصفته بالتوغلات "الخطيرة" للصين في بحر الصين الجنوبي.
وجاء في إعلان مشترك صدر الجمعة عن قادة الدول السبع "نعارض عسكرة الصين وأنشطة الإكراه والترهيب في بحر الصين الجنوبي"، مستخدما لغة أقوى من تلك المستخدمة في بيان قمة العام الماضي في اليابان.
ويشكل بحر الصين الجنوبي ممرا حيويا يعبر منه قسم كبير من الحركة التجارية بين آسيا وباقي العالم، وتعبره سنويا بضائع بتريليونات الدولارات.
غير أن المواجهات الأخيرة بين الصين والفيليبين أثارت مخاوف من اندلاع نزاع واسع النطاق قد تنجر إليه الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة.
ثروات سمكية
وتحتوي هذه المنطقة البحرية على احتياطات هائلة من النفط والغاز تتباين قيمتها بحسب التقديرات.
كما أنه يحتوي على ثروة سمكية مهمة لسكان الدول المحيطة به.
ودافعت الصين عن قواعدها الجديدة وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الشهر الماضي أنها تهدف إلى "فرض النظام في البحر بصورة أفضل".
حدود لضبط النفس
وحذر وزير الدفاع الصيني هذا الشهر بأن هناك "حدود" لضبط النفس الذي تمارسه بكين في بحر الصين الجنوبي، فيما تبدي الصين استياءها لعبور سفن حربية أمريكية وغربية هذا البحر.
وشددت واشنطن وحلفاؤها الغربيون في الآونة الأخيرة على أهمية ضمان "حرية الملاحة" في مياه المنطقة، وعززوا لهذا الغرض من عبور قطعهم البحرية لمضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي بهدف التأكيد أنهما ضمن المياه الدولية وليس ضمن نطاق التحكم الصيني، وهو ما تعتبره الصين انتهاكات لسيادتها.