15 يونيو 2024, 4:56 م
بينما يختار الغرب طريقه في التصعيد عبر الدعم اللامحدود لكييف والتلويح بنشر صواريخ أمريكية الصنع بالقرب من الحدود المشتعلة، لا يرتبك الجانب الروسي كثيرًا في البحث عن منطقة يذهب إليها فيؤرق واشنطن، وهذا ما فعله تمامًا بإرسال السفن الحربية وبث صورها من قلب الفناء الخلفي لأمريكا..
في سواحل كوبا، تقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن المشهد كان مثيرًا فالطوابير التي خرجت لاستقبال السفن الحربية الروسية وزيارة الفرقاطة الروسية الأدميرال غورشكوف الراسية في خليج هافانا كانت طويلة للغاية..
تعد "غورشكوف" واحدة من أحدث السفن في الأسطول الروسي، وتمتلك القدرة على إطلاق صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت وتجتاز مسافة 6000 ميل في الساعة كما تمتلك مجموعة من محطات الرادار القادرة على تتبع جميع أنواع الأهداف..
الفرقاطة التي وصلت إلى سواحل كوبا جاءت مع قاطرة إنقاذ وسفينة وقود وغواصة كازان التي تعمل بالطاقة النووية من باب استعراض القدرات والعضلات أمام سواحل العدو، قوبلت باستنفار السفن الحربية الأمريكية والكندية قبالة الساحل الجنوبي لفلوريدا، حيث تقول الصحف الروسية إن سلاح البحرية الأمريكي يعجز عن اكتشاف غواصة كازان..
لذلك بدأت المدمرتان الأمريكيتان دونالد كوك و تروكتسون وسفينة الدوريات ستون والفرقاطة الكندية فيل دي كيبيك بمرافقة قاطرة الإنقاذ والناقلة البحرية الروسيتين اللتين لا تحملان أي سلاح، فيما أرسلت المروحيات الأمريكية المضادة للغواصات وطائرة هجومية ومقاتلات من الجيل الخامس للبحث عن الغواصة الروسية، في مشهد وصفه ويليام ليوغراند، الأستاذ في الجامعة الأمريكية لصحيفة الغارديان "بأن الروس يهتمون في وضع إصبعهم في عين جو بايدن".
وبين كل التوترات القائمة في البر والبحر وعلى الهواء مباشرة، تصر الحكومة الكوبية على أن هذه الزيارة "ودية للغاية" وأن السفن لا تحمل أي أسلحة نووية ولا يوجد أي تهديد للمنطقة لكن ذلك لم يمنع البنتاغون من إرسال غواصته الهجومية يو إس إس هيلينا التي تعمل بالطاقة النووية إلى القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو بكوبا، لتبقى المسافة الفاصلة بين السفن الحربية الروسية والغواصة الأمريكية لا تزيد كثيرًا عن 500 ميل، ما ينذر بأن المسافة ستقل أكثر فأكثر بين الجانبين في الأيام القادمة إذا استمر التصعيد والتهديد والوعيد..