الارشيف / عرب وعالم

الغارديان: "أمل التغيير ضئيل" رغم كثرة مرشحي انتخابات الرئاسة الإيرانية

محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 08:21 مساءً - اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المُقرر إجراؤها في الـ28 من شهر حزيران/يونيو الجاري، تتسم بوجود العديد من المرشحين في ظل "أمل ضئيل بحدوث التغيير".

وأكدت الصحيفة أن احتمالات التغيير الحقيقي تظل قاتمة، مرجحة أن تعمل الانتخابات الحالية على تعزيز الوضع الراهن بدلاً من سد الفجوة بين الحكام والمحكومين.

وتأتي الانتخابات الرئاسية في إيران مبكرة بعد وفاة غير متوقعة للرئيس إبراهيم رئيسي إثر حادث تحطم طائرة هليكوبتر شهر مايو/أيار الماضي، حيثُ نوهت الصحيفة إلى أنه كان لوفاته تأثير محدود على المشهد السياسي الإيراني.

أخبار ذات صلة

مسعود بزشكيان.. مرشح الإصلاحيين الوحيد لانتخابات الرئاسة الإيرانية

وبينت الصحيفة أنه كان من المتوقع ألا يسعى رئيسي إلى الفوز بولاية ثانية فحسب، بل أن يلعب كذلك دورًا محوريًا في انتقال القيادة في المستقبل، لافتة أنه مع بلوغ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي 85 عامًا ومواجهته تحديات صحية، توقع البعض أن يكون رئيسي خليفة محتملًا له.

وأشارت إلى أنه رغم السماح للمرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان، وهو طبيب إصلاحي وعضو البرلمان ووزير الصحة السابق، بخوض غمار الانتخابات الرئاسية هذه المرة، إلا أنها لا تقدم وعدًا يذكر بحدوث تغيير جوهري، معتبرة أن "إدراجه يهدف إلى تقديم وهم الاختيار دون منافسة حقيقية".

الهيمنة العسكرية

ويتوقع المحللون أن يفوز محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان ورئيس بلدية طهران السابق، الذي يتمتع بعلاقات عميقة مع الحرس الثوري الإسلامي، ولا سيما أن ترشيح قاليباف ينسجم مع تفضيل النظام لتوطيد سلطته داخل صفوف المحافظين بدلاً من معالجة السخط العام.

ونوهت إلى أنه مع احتمالية فوز قاليباف بالرئاسة، فإن تاريخه الطويل من مزاعم الفساد ودوره في حملات القمع العنيفة السابقة يزيد من المخاوف بشأن اتجاه النظام، حيث ينظر البعض إلى قيادته المحتملة على أنها خطوة نحو زيادة الهيمنة العسكرية على حكم رجال الدين.

ولفتت إلى أنه رغم الآمال في حدوث تحسينات تدريجية في الحكم وربما تحسين العلاقات مع الغرب في ظل إدارة قاليباف، فإن الفجوة الأساسية بين أولويات النظام وتطلعات الشعب الإيراني لا تزال واسعة.

أخبار ذات صلة

مرجع في قم يطالب جليلي بالانسحاب من انتخابات الرئاسة الإيرانية

وأوضحت الصحيفة أنه من غير المرجح أن تتم معالجة الصعوبات الاقتصادية، إلى جانب المطالبات بالحريات الاجتماعية والسياسية، بشكل هادف من خلال هذه الانتخابات.

وأضافت أنه على النقيض من انتخابات عام 2021، التي خضعت لرقابة مشددة، حيث تم منع جميع المرشحين الإصلاحيين، يبدو ترشيح بيزشكيان بمثابة خطوة استراتيجية من قبل النظام للتخفيف من الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات وإظهار ما يشبه الانفتاح السياسي.

وأكدت أن افتقار بيزشكيان إلى دعم كبير والتوقعات واسعة النطاق بأنه لن يفوز يؤكدان الطبيعة الخاضعة للسيطرة للعملية السياسية.

تهديد أكبر

ورأت الصحيفة البريطانية أن المحافظ المعتدل علي لاريجاني، الذي مُنع من الترشح، كان يشكل تهديدًا أكبر للمؤسسة المحافظة مما يمثله بيزشكيان.

وأكدت أن استجابة الناخبين للانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي اتسمت بأدنى نسبة مشاركة في تاريخ إيران 48% تشير إلى خيبة أمل عميقة، مشددة على حاجة النظام إلى إعادة إشراك الجمهور مع ضمان انتقال مستقر في القيادة أمر واضح.

Advertisements